الاثنين، ١٦ يونيو ٢٠٠٨

المدونات

هذه الدراسة المعدة من الباحثة "شيماء إسماعيل عباس إسماعيل " هي من أفضل الدراسات التي تناولت حتى الآن موضوع المدونات بشكل عام مع التركيز على مدونات المكتبيين.
لذلك أردت أن أعرضها على مدونتي حتى يقرأها زائري المدونة ويستفيدو منها كما أفادتني جدا في هذا الموضوع، ومن الجديد بالذكر أن هذه الدراسة هي نواة رسالة جامعية متخصصة في مجالنا المكتبات والمعلومات، وأدعوا الله أن يوفق الباحثة في رسالتها، وبدوام التوفيق والنجاح للجميع

المدونات المصرية على الشبكة العنكبوتية العالمية مصدرا للمعلومات
مع إشارة خاصة لمدونات المكتبات ومدونات المكتبيين


إعداد
شيماء إسماعيل عباس إسماعيل
باحث بالماجستير، قسم المكتبات والوثائق والمعلومات،
كلية الآداب - جامعة القاهرة
Shimoo_771@yahoo.com

تمهيد
شكلت المعلومات دورا بارزاً في حياة الأفراد والمجتمعات عبر التاريخ الإنساني فمن يملك المعلومات يملك السيطرة على العالم المترابط الذي نعيشه، وهنا برزت الحاجة إلي مصدر أو وسيلة أو قناة يمكن عن طريقها نقل المعلومات وتداولها من مُصدرها إلى المستفيدين منها ولقد اتخذت مصادر المعلومات أشكالا وأنماطا مختلفة، ولعل أكثر هذه الأشكال شهرة وانتشارا وألفة بين مستخدمي الإنترنت "المدونات الإلكترونية" تلك الظاهرة التي ألحت في الظهور حتى مصدرا جديدا للمعلومات على الشبكة العنكبوتية العالمية [1] التي تمكن من خلالها كل فرد في العالم المندمج المترابط على الشبكة العنكبوتية العالمية (الويب:Web) من نشر وتداول المعلومات والأخبار والنفاذ إليها في كافة مجالات المعرفة البشرية والتعرف من خلالها على الرأي والرأي الآخر في البيئة العنكبوتية ويُمكننا من خلالها إدراك الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمجتمع ما بل يمكن من خلالها دراسة الحياة الثقافية والفكرية لهذا المجتمع.

ولهذا تسعى هذه الدراسة لاستجلاء طبيعة المدونات الإلكترونية بصفة عامة والمدونات المصرية ومدونات المكتبات والمكتبين بصفة خاصة كمصدر للمعلومات من خلال تناول عدد من النقاط :-
1- المدونات مصدرا للمعلومات.
2- ماهية المدونات.
3- المدونات المصرية النشأة والتطور.
4- المدونات المصرية والسياسة.
5- المدونات في مجال المكتبات والمعلومات.

المدونات مصدراً للمعلومات
يقوم علم المعلومات على أربعة محاور أساسية من بينها مصادر المعلومات باعتبارها الوسيلة التي يستمد منها الإنسان المعلومات وينفذ إليها ويتفاعل معها إن سلبا وإن إيجابا؛ حيث يمكن من خلالها التعرف على ما يجول في ذهن العقل الإنساني ومن ثم طرحها على وسيط قابل للتداول والتناول بين الإنسانية.
ومن هنا نشأت الحاجة إلي مصدر أو وسيلة أو قناة يمكن عن طريقها نقل المعلومات إلى المستفيدين منها، فظهرت العديد من مصادر المعلومات - الكتب وما في حكمها، الدوريات وما في حكمها، المصغرات الفيلمية، المواد السمعية البصرية، ملفات البيانات الآلية، أقراص الليزر، والمصادر الإلكترونية عن بعد - وحاول كل مصدر منها القضاء على ما يلتصق بما سبقه من عيوب، فحاول الكتاب المطبوع القضاء على البطء الشديد الذي تميز به الكتاب المخطوط في حمل المعلومة ثم جاءت الدوريات وتمكنت من القضاء على بطء نشر الكتاب وتقادم معلوماته النسبي، وفي ظل الكمية الكبيرة التي يستهلكها الإنتاج المطبوع من ورق وما يتطلب من حيز وهنا نشأت المصغرات الفيلمية والتي قضت معها على عيوب المصادر السابقة عليها من خلال استخدام وسيط غير ورقي وتوفير الحيز المكاني.
ولكن كل هذه المصادر لا يمكن أن تفيد فاقد القدرة على القراءة والكتابة ومن ثم ابتكر الإنسان المواد السمعية والبصرية ونجحت في القضاء على عيوب ما سبقها من مصادر، فحملت معلومات لا يمكن لغيرها من مصادر أن تحملها هذا فضلا عن ما تتميز به من كفاءة عالية في ترسيخ المعلومات في ذهن المتلقي، وتقليل المجهود الذهني اللازم للفهم والاستيعاب. ومع تطور احتياجات المستفيدين بظهور الحاسبات الآلية كانت ملفات البيانات الآلية بما تتيحه من كميات كبيرة من المعلومات في حيز صغير وعلى وسيط غير ورقي والمساعدة في نقل المعلومات من مكان إلي آخر في الحال كل هذا بسرعة هائلة، والتي معها ظهر ما يُعرف بالكتاب الإلكتروني والدورية الإلكترونية، ثم لحقها شكل جديد من أشكال مصادر المعلومات ألا وهو أقراص الليزر التي قضت على ما سبقها من عيوب بما تنفرد به من الفلكية في حمل المعلومات من نص وصوت وصورة في آن واحد، والوضوح وشدة النقاء بالإضافة إلي رخص ثمنها.[2]
وكانت ثمرة الاندماج بين تكنولوجيا الحاسبات وتكنولوجيا الاتصالات في نهاية القرن العشرين بزوغ شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) حيث تمكن كل فرد في العالم المندمج من إضافة المعلومات التي تتعلق بجانب معين من جوانب الحياة والمشاركة في مواردها مع ملايين من البشر وتوزيعها من خلال الإنترنت متجاوزا قيود الزمان ومحددات المكان المفروضة عليه.
وقدمت لنا الإنترنت العديد من التطبيقات التي يمكن من خلالها الولوج إلي كم هائل من المعلومات، وفي محاولة منها للقضاء على ما حملته الوسائط السابقة عليها من جوانب ظل تتعلق بفقد الاتصال والتواصل والتفاعلية بين المستفيدين منها، والهروب من القيود الملقاة على حرية إبداء الرأي في مصادر المعلومات سالفة الذكر برزت جدوى وأهمية وجود مصدر جديد للمعلومات يتجنب عيوب ما سبقه من مصادر بما يحقق من تفاعلية واتصال وتواصل والحرية في إبداء الرأي وآنية لمعلومة في وقت واحد.
هنا استقبلت الإنترنت المدونات الإلكترونية أو بلوج (Blogs) كأحد مصادر المعلومات التي فرضت نفسها بقوة وسرعة انتشارها على الشبكة العنكبوتية العالمية (الويب:Web)، وفرت له الإنترنت المناخ المناسب من الأجهزة والبرامج اللازمة للتشغيل والبحث ومواقع في البيئة العنكبوتية(الويب:Web) بشكل يتناسب مع الاحتياجات المتطورة للمستفيدين منها؛ حيث تجاوزت المدونة الإلكترونية كل الحواجز الزمنية والمكانية والرقابية على المعلومات التي لا تجد قبولا سياسيا أو دينيا أو اجتماعيا في بلد ما، ووضعت شعار وصل الناس بعضهم البعض والتواصل فيما بينهم هدف رئيسي لها، هذا بالإضافة إلي الضغط في الإنفاق والسرعة البالغة في توصيل المعلومات فلا يوجد تكلفة لإنشاء المدونة ولا يتجاوز إنشائها خمس دقائق من الوقت.
ولهذا أصبحت المدونات الإلكترونية أحد مصادر المعلومات الأساسية التي يستمد منها الإنسان المعلومات والنفاذ إليها والتفاعل معها إن سلبا وإن إيجابا، بل ومتابعة الأخبار وقياس الآراء ولكن من وجهة نظر شخصية هي وجهة نظر كاتب أو محرر المدونة وهذا ما يعطيها قالبا خاصا تتميز وتنفرد به عما سبقها من مصادر للمعلومات، كما أن المدونات كمصدر جديد للمعلومات على الشبكة العنكبوتية(الويب:Web) تتسم بالتراكم والزيادة المستمرة والسريعة ثانية بعد الأخرى على عكس الأشكال التقليدية الأخرى من مصادر المعلومات وذلك يعني وجود محتويات لمصادر لا متناهية وفي نفس الوقت هذه المحتويات تتيح القدرة على المشاركة والانخراط المدني في الأنباء والأخبار في المجتمع.

ماهية المدونات
تستخدم كلمة " مدونة " العربية كمقابل للكلمة الإنجليزية(blog) وهي اختصار لكلمتي Web log والتي تعني سجل الشبكة[3] "وقد اشتقت الكلمة من فعل دون، تدوين، مدونة ليصبح اسم الفاعل منها مدون"[4]، وهناك العديد من التسميات التي استخدمت كمقابل لكلمة (blog) منها: البلوجز، البلوغز، المذاكرات الإلكترونية، المدونات الشخصية، يوميات الإنترنت، السجل الشخصي، المعارضة الإلكترونية، الصحافة الإلكترونية .. وغيرها الكثير من التعريبات التي وردت في كتابات المؤلفين العرب عن المدونات الإلكترونية، إلا أن "مدونة" هو التعريب الأكثر قبولاً وانتشاراً واستخداماً لهذه الكلمة حتى الآن[5].
ذلك عن الدلالة اللغوية للكلمة فإذا ما انتقلنا إلى الدلالة الاصطلاحية - كما تعرضها قواميس المصطلحات- نجد أن مصطلح بلوج(blog) تم إدخاله لأول مرة إلي معجم أكسفورد في طبعة مارس 2003، كما دخلت كلمة "blog" إلي قاموس ويبستر"Merriam-Webster Online Dictionary," عام [6]2004، والذي يذكر أن المدونة (blog) "عبارة عن موقع ويب يتم تحديثه بصفة مستمرة يشتمل على مداخل أو تدوينات مؤرخة ومرتبة ترتيباً زمنياً بداية بالأحدث"[7] ،ويعرف المدونون bloggers)) على أنهم "الأشخاص الذين يكتبون المدونات وبرامج التدوين"[8]، ويشير لعالم المدونات(blogosphere) بـ"المجتمع المترابط لكل من المدونات والمدونين المتاحة على الإنترنت في كل أجزاء العالم"[9].
أما الموسوعة البريطانية المتاح على الخط المباشر Encyclopedia Britannica online تعرف المدونة بأنها" ملف معلومات الويب أو مجلة على الإنترنت يُنشئها فرد أو جماعة أو شركة تقدم من خلالها سجل بنشاطاتها وأفكارها واعتقاداتها، وبعض المدونات تعمل بشكل رئيسي في نقل الأخبار وجمع المصادر المختلفة على الإنترنت وتضيف المدونات تعليقات قصيرة وروابط خارجية على الإنترنت كما أن كثير من المدونات تسمح لزائريها بترك تعليقاتهم على تلك المواد ليتفاعلوا مع محرري المدونات"[10].
وهناك أيضا تعريف موسوعة ويكيبيديا wikipedia حيث تعرف المدونة بأنها "عبارة عن صفحة ويب تظهر عليها تدوينات (مدخلات) مؤرخة و مرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا، تصاحبها آلية لأرشفة المدخلات القديمة، و يكون لكل مدخل منها عنوان دائم لا يتغير منذ لحظة نشره يمكن القارئ من الرجوع إلى تدوينة معينة في وقت لاحق عندما لا تكون متاحة في الصفحة الأولى للمدونة."[11]
وقد قدم الكُتاب العرب في مقالاتهم العديد من التعريفات الإجرائية للمدونة منها على سبيل المثال التعريف الذي قدمه الكاتب الأستاذ"عبد الرحمن سعد"الذي يعرف المدونة على أنها هي
" الترجمة العربية لكلمة(Blog) وجمعها مدونات وهي عبارة عن مساحة شخصية على الإنترنت تتيح لصاحب الصفحة النشر بسلاسة شديدة إذ يكتب المدونون خواطرهم وأخبارهم وآراءهم ويعطي كل منهم الأحداث التي شهدها أو شارك فيها، والأهم أنها تقدم مساحة للتعليق والحوار حول المدخلات وفي المعتاد يضيف المدون أكثر من مقال في الأسبوع ولا تحكمه مساحة ولا رقابة أما تنظيم المدونة فيعتمد على عرض التدوينات ( المقالات) بعكس ترتيب نشرها ولا يحتاج الموضوع سوى ساعة لبدء مدونة، والتعرف على أساسيات التعامل معها."[12]
كما تشير الكاتبة الأستاذة" ناهد النقبي" إلي أن " مصطلح "بلوغرز" يشير إلى نوع جديد من نشر السير الذاتية والقصص والتجارب ومناقشات في الحياة الثقافية والدينية والاجتماعية والسياسية وربما المذكرات على الإنترنت, ولأشخاص يحددهم كاتب تلك الموضوعات إضافة إلى صور وتسجيلات صوتية وموسيقى وأغان وأشرطة مصورة معظمها من صنع الكاتب نفسه. والكتابة عادة تتم على موقع شخصي, ويتم تلقي التعليقات والآراء عليه, أو يشمل الموقع فقط صورا فوتوغرافية تمثل الكاتب وتعبر عنه من خلال هذه الصور. بهذا تكون الصفحة أقرب إلى الجريدة الإلكترونية, أو إلى يوميات "أون لاين". وتنتشر هذه الظاهرة في أوساط الشباب، بل تكاد أن تكون حكراً عليهم"[13].
ومن وجهة نظر المدونين يعرف الأستاذ" عبد الله المهيري " - صاحب مدونة سردال والتي تعد أول المدونات العربية- المدونات بأنها "مواقع شخصية في الغالب وقد تكون جماعية في بعض الأحيان، يكتب فيها المرء ما يحب من أفكار ومواضيع, ويمكن للزوار التعليق على هذه المواضيع، هي مساحة شخصية يمارس فيها الإنسان حريته في نقاش ما يريد، لذلك أراها تعطي حرية أكبر للكاتب, فهو صاحب المدونة وهو الرقيب الوحيد على نفسه"[14]
ومن كل ما تقدم.. يتبين أن المدونات الإلكترونية هي عبارة عن مواقع عنكبوتية ((Websites تظهر عليها تدوينات posts (مداخل) مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا - من الأحدث إلي الأقدم- تصاحبها آلية لأرشفة المداخل القديمة ويكون لكل مدخل منها عنوان إلكتروني URL دائم لا يتغير منذ لحظة نشره على الشبكة بحيث يُمكن المستفيد من الرجوع إلي تدوينة معينة في وقت لاحق عندما لا تكون متاحة على الصفحة الأولى للمدونة مما يساعد على الوصول المباشر من قِبل المستفيدين إليها، وتشتمل على النصوص، والصور، ولقطات الفيديو القصيرة، ومواد سمعية والروابط الفائقة إلى مصادر إلكترونية أخرى ذات صلة على الشبكة، وتسمح المدونات بالتفاعل بين محرريها وقارئيها حيث يمكن لأي من متصفحي الانترنت قراءاتها والتعقيب أو التعليق عليها.أنظر الشكل (1).


http://www.egyptologyblog.co.uk/
شكل (1) نموذج لمدونة مصرية في مجال علم الآثار المصرية.

و"التدوينة" التعريب لكلمة"post"، وهي "المادة أو الإسهام الواحد في المدونة والتي يمكن أن تكون رسالة أو أخبار أو صورة أو رابط، وعادة ما تكون مادة قصيرة تتضمن الروابط الخارجية وتمكن الزوار من التعليق عليها".[15]
ونظراً لأن المدونة هي عبارة عن مواقع عنكبوتية كان السؤال عن أوجه الاتفاق والاختلاف بين المدونات Blogs)) والمواقع العنكبوتية(Websites)؟
عن أوجه الاتفاق يمكن ذكر :-
• أن كلا منهما وسيلة أو مصدر لنشر المعلومات على الإنترنت.
• أن كلا منهما يمكن أن يستمر ويبقى مادام هناك فرد أو مؤسسة تقوم بإنشائه وإدارته.
• أن كلا منهما له عنوان إلكترونيURL يُمكن إي من مستخدمي الإنترنت الدخول عليه.

ولكن الاختلاف الرئيسي بينهما يكمن في أن المدونات أكثر ديناميكية من مواقع الويب بالإضافة إلي التحديث المستمر بحيث لا يمر أسبوع واحد إلا وهناك على الأقل تدوينه جديدة، إلي جانب ما تشتمل عليه المدونات من ترتيب وتقويم زمني من الأحدث إلي الأقدم لهذه التدوينات، في حين أن مواقع الويب مصممة لكي تكون ساكنة وليس هناك حاجة إلي تحديثها بانتظام أو وفقا لتاريخ معين. كما أن تحديثها يتم بالصفحات وليس بالتدوينات أو المداخل كما هو الحال في المدونات[16] كما أن المدونات تخلو من رسائل ( spam) المزعجة التي يمكن أن تتسلل لمواقع الويب على الشبكة العنكبوتية[17].
ويمكن أن يتضح الفرق من خلال التعرف على الخصائص المشتركة التي تجمع المدونات الإلكترونية وتتميز بها في البيئة العنكبوتية (الويب:Web) وهي:-
1- محتوى منظم كمداخل مستقلة، يشتمل كل منها على نص وربما روابط فائقة، ومتاحة جميعا في ترتيب زمني عكسي (أي من الأحدث إلى الأقدم).
2- تأريخ زمني لكل مدخل، بحيث يُعرف المستفيد متى تم تدوين هذا المدخل على وجه التحديد، ويتم هذا التأريخ باليوم والشهر والسنة وأحيانا بالساعة والدقيقة.
3- سجل أرشيفي لجميع المداخل السابقة، بحيث يمكن الوصول إليها بسهولة من قبل الزائرين.[18] انظر الشكل (2).
.

شكل (2) نموذج يوضح مكونات المدونة الإلكترونية[19]

وبعد التعرف على معنى المدونة في اللغة والاصطلاح فما النشأة التاريخية للمدونات المصرية ؟

المدونات المصرية : النشأة والتطور
ظهرت المدونات في منتصف التسعينيات من القرن العشرين وتحديدا سنة 1997، ومصطلح (blog) هو إدغام لكلمتي (Web Log) والتي تعني سجل الشبكة كما سلف الذكر، وكان جون بارغر هو أول من صاغ هذا المصطلح في 17 ديسمبر 1997[20] إلا أن المدونات لم تنتشر على العنكبوتية العالمية (الويب:Web) إلا بعد عام 1999حيث بدأت خدمات الاستضافة في السماح للمستفيدين بإنشاء المدونات الخاصة بهم بصورة سريعة وسهلة نسبيا[21]، وكانت الحرب على العراق سببا من أسباب ذيوع صيت المدونات و انتشارها، حيث ظهرت في عام 2002 مدونات مؤيدة للحرب من أشهرها مدونة "إنستابوندت"، وفي عام 2003 ظهرت المدونات كوسيلة للعديد من الأشخاص المناوئين للحرب في الغرب للتعبير عن مواقفهم السياسية و منهم مشاهير السياسة الأمريكية من أمثال هوارد دين، وبدأ دور هؤلاء البلوجرز يظهر بشكل كبير كوسائل إعلام مضادة لوسائل الإعلام الأمريكية الرسمية التي تصور الأمر للأمريكيين على أنه تخلص من أسلحة الدمار الشامل التي ثبت فيما بعد أنها مجرد حجة للغزو، حيث بث هؤلاء البلوجرز على مواقعهم أخباراً بشكل مستقل عن وسائل الإعلام الأخرى تتضمن تفاصيل يومية دقيقة وقصصاً إنسانية عن العراقيين الأبرياء الذين قتلوا على أيدي قوات الغزو، ولبيان أهمية هؤلاء البلوجرز في كشف حقيقة الغزو الأمريكي للعراق، تقول "إليزابيث لاولي" الأستاذ المساعد بإدارة تكنولوجيا المعلومات في معهد روشستر للتكنولوجيا : إنهم (البلوجرز) "جعلوا المشكلة مع العراق أكثر إنسانية، فحينما ذهبنا إلى فيتنام لعب التلفزيون دوراً في تغيير صورة الأوضاع هناك، وغير بالتالي رأي الأمريكيين في الحرب، وقد قام البلوجرز بدور مشابه هذه المرة بعدما وفروا للناس منتدى عالمياً حول المشكلة وأعطوا لقطات سريعة للحياة في البلد الذي وقعت به الحرب "وبالصوت والصورة"[22]، و في عام 2004 أصبحت المدونة ظاهرة عامة بانضمام العديد من مستخدمي الإنترنت إلى صفوف المدونين و قراءها[23]، حيث اختيرت كلمة بلوج (blog) لتكون أهم كلمة في عام 2004بحسب استطلاع الرأي الذي أجراه قاموس ويبستر"Merriam-Webster Online Dictionary" عام 2004 [24].
ويقدر مشروع "بيو للإنترنت والحياة الأمريكية" الذي يجري أبحاثاً حول تأثير الإنترنت في مختلف أوجه الحياة الأميركية، زيادة عدد الأمريكيين الذين يقرؤون المدونات بنسبة 58% عام 2004). وبنسبة 19% منها لأشخاص تتراوح أعمارهم بين الـــ18- 25عاماً، كما يفيد "مشروع الامتياز في الصحافة" التابع لجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، أن معظم هؤلاء يتابعون المدونات من أجل الحصول على المعلومات ومتابعة الأخبار[25]، وفي دراسة أخرى يقدر موقع «بلوغ هيرالد» "وجود مئة مليون بلوغ حول العالم، وبلايين الزيارات اليومية لها، كما يسجل «بلوغ هيرالد» وجود 700 ألف مدونة إيرانية، منها 520 ألف مدونة بالفرنسية. وعن بقية العالم، نجد أن عدد المدونات في الولايات المتحدة50 مليوناً، وفي بريطانيا 2.5 مليون بلوغ، وفي الصين ستة ملايين، وفي اليابان 5.5 مليون بلوغ، وفي فرنسا 3.5 مليون بلوغ، مع رقم مذهل لكوريا الجنوبية هو 20 مليون بلوغ"[26].
وفي البيئة الإلكترونية العربية توجد العديد من المدونات العربية باللغتين العربية والإنجليزية، وأحياناً الفرنسية، تلك التي نالت شهرة واسعة بسبب خوضها في أمور سياسية فقد أكد تقرير المركز الدولي لحرية الصحافة ارتفاع عدد مواقع الويب (بلوجز) العرب في الأعوام القليلة الماضية بطريقة مثيرة، وتنبأ التقرير بنمو المدونات العربية خلال السنوات القادمة لتصبح جزءا من خريطة الإعلام العربي، وتُركز معظم المدونات العربية على السياسة والأدب والشعر وكذلك توجد مدونات عامة ومدونات متخصصة وأخرى تتحدث عن التجارب الحياتية والشخصية[27]، حيث بدأت المدونات العربية في الظهور منذ نحو ثلاثة أعوام من خلال ظهور بعض المدونات التي تعتبر قديمة نسبيا مثل " سردال http://www.serdal.com/ لعبد الله المهيري من إمارة ابوظبي وهو أول من قام بإنشاء مدونة عربية في مارس 2004[28]، وحوليات صاحب الأشجار http://gharbeia.net/،وطي المتصل http://zamakan.gharbeia.org/، وطق حنك http://digressing.blogspot.com/، ولنتعدى الطبيعي http://beyondnormal.blogspot.com/... [29]

أما المدونات المصرية فقد بدأت في الظهور على الشبكة العنكبوتية العالمية (الويب:Web) في 20 مارس 2004، حينما تصاعدت حملة رفض توريث الحكم في مصر وخرجت مظاهرات لحركة "كفاية" في ديسمبر لأول مرة تعارض توريث الحكم، وتعاظمت أكثر خلال عام 2005 مع الاستعدادات الصاخبة لانتخابات الرئاسة المصرية وانتخابات البرلمان، في صورة مدونات تتحدث عن آراء أصحابها عن فكرة التوريث وانتشار الفساد والإصلاح والتغيير، وتضع صوراً للمظاهرات التي تخرج أو أخبار عنها، وعن ندوات ومحاضرات وتصريحات حول هذه القضايا الجدلية، وبدأ "البلوجرز" المصريون الدخول إلى عالم المدونات من مدخل سياسي، وسعوا للاستفادة المدونات لعرض آرائهم بحرية ما بين صفحات أدبية وفنية وسياسية وشخصية واجتماعية[30]، حيث تأتي البداية مع رائدي المدونات في مصر الزوجان الشابان منال وعلاء اللذان يمتلكان مدونة "منال وعلاء"،وحتى وقتها لم يكن عدد المدونات المصرية يتجاوز الثلاثين مدونة[31] وقد زاد عددها إلي أن وصل في ديسمبر 2006 إلي (1457) مدونة مصرية طبقاً لما يحصره دليل "the Egyptian blog ring" المتاح على موقع بعنوان:- http://www.egybloggers.com.

وتتنوع الموضوعات التي تتناولها المدونات المصرية ما بين السياسة والثقافة والفلسفة والفن والأدب والدين والإعلام والتقنية والمذكرات الشخصية والأشعار وربما الطرائف والنكات، كما تتنوع أسماء المدونات المصرية لتعبر عن حالة أصحابها فغالباً ما يسمي المدون مدونته باسم وهمي أو كوميدي أو سياسي ساخر أو قد يسميه باسم يعبر عن حالات الفساد أو الإحباط السياسي أو الاجتماعي الذي يرغب في الفضفضة فيه عما يريد[32]، ولكن أهم ما في هذه المدونات أنها ترصد لنا تفاصيل الحياة الحقيقية للشعب ذلك أنها نابعة منهم، وتعبر عنهم، عن أفكارهم، عن أحدهم عندما يستيقظ في الصباح ولا يجد شيئا يفعله سوى أن يكتب أنه يشعر بالملل، أو أحدهم عندما يسير في مظاهرة، فيعود ليكتب عنها من واقع إحساسه، وهو يسير فيها، أو شخص متضايق من مديره في العمل فيكتب عنه، أو عن رحلة العذاب في الميكروباص كل يوم إلى العمل، أو شخص شاهد فيلما فيكتب عنه، فكل تفاصيل الحياة الحقيقية، واقعيتها، صخبها، مرحها، حزنها، صدماتها، ألمها، كل هذا موجود في المدونات العربية بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة[33]، ولعل أشهر أربع نماذج من المدونات المصرية هي:-

1-مدونة منال وعلاء "Manal and Alaa"
وهي واحدة من أشهر المدونات السياسية في مصر. يكتبها شخصان متزوجان وناشطان في مجال حقوق الإنسان، وتقوم المدونة بعمل تغطية يومية مستمرة للأحداث، كما أنها تقوم بعمل ارتباطات بمدونات أخرى لها نفس الخط السياسي، وقد فازت هذه المدونة بجائزة الإذاعة الألمانية جائزة منظمة "مراسلون بلا حدود"لأفضل موقع تدوين عربي في مجال حقوق الإنسان والتي منحتها هيئة التحكيم لمسابقة دويتشه فيله للمدونات [34]، هذه المدونة متاحة في:- http://www.manalaa.net/ (أنظر الشكل رقم 3)

http://www.manalaa.net/
شكل (3) مدونة منال وعلاء

2- مدونة بهية Baheyya""
تعد مدونة "بهية" من أشهر المدونات المصرية المكتوبة باللغة الانجليزية، والتي زارها عشرة الآلاف شخص خاصة بعد حديث هيكل عنها بقوله «أنا أجد شخصا يكتب باسم مستعار هو بهية، ولست ادري من هي لكني أطلب من مكتبي أن يعطوني مقالات بهية كلما تصدر.. لأنني أتابعها باعتبار وباحترام أكثر من أي صحافي في أي جريدة »[35]والمتاحة في:- http://baheyya.blogspot.com/

3- مدونة جار القمر"jarelkamar"
تعد مدونة جار القمر من أشهر المدونات لعام 2006 نظرا لحصولها على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2006 في مسابقة دويتشه فيله العالمية للمدونات لهذا العام( 11/ نوفمبر/2006) والتي تناولت موضوعات مختلفة في مجالات الأدب والحياة العامة والسياسة والتاريخ وتحتوي على الكثير من المعلومات التي قد لا تتناولها وسائل الإعلام المحلية[36] والمتاحة في:- http://jarelkamar.manalaa.net/

4- مدونة الوعي المصري "Misr Digital"
التي تعتبر من أشهر المدونات السياسية في مصر حيث يبلغ عدد زائريها شهرياً أكثر من مليون ونصف المليون زائر[37] أعد هذه المدونة الأستاذ "وائل عباس" المدون المصري الذي تم اختياره مؤخراً من قبل هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي كأحد أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم [38]، والمتاحة في:- http://misrdigital.blogspirit.com/

وبعد الإطلاع على هذا المصدر الإلكتروني الجديد للمعلومات- المدونات محل الدراسة- تم رصد بعض الملاحظات عن المدونات بصفة عامة والمدونات المصرية بصفة خاصة التي يمكن إيجازها على النحو التالي:-
1- ترجع أسباب شهرة وانتشار المدونات لتميزها بالتفاعلية مع المستفيدين منها، والوصول المباشر من قبل المستفيدين إليها، وتشكيل التجمعات الإلكترونية بين محرريها والمستفيدين منها، وذلك بصورة أكثر فعالية عن غيرها من وسائل الاتصال الأخرى مثل البريد الإلكتروني والقوائم البريدية.[39]،هذا بالإضافة إلي حرية التعبير عن الرأي وهو ما لا تسعد به العديد من الحكومات غير الديمقراطية مما أدي زيادة انتشارها والإقبال على قراءتها، وكانت الحرب على العراق سببا من أسباب ذيوع صيت المدونات كما سلف الذكر.
2-عالم التدوين والمدونات له مصطلحاته الخاصة تلك المصطلحات التي دخلت إلي القواميس والمعاجم اللغوية حديثاً كما سلف الذكر، ومع نمو حجم المصطلحات الخاصة بالمدونات ظهرت جدوى وأهمية وجود قواميس مصطلحات متخصصة تحصر كافة مصطلحات المدونات ومن هنا كان قاموس"blogossary.com: the blogosphere’s dictionary" المتاح على العنكبوتية العالمية (الويب:Web) على الموقع التالي:- http://www.blogossary.com/ والذي يضم 66 مصطلحاً من مصطلحات المدونات والذي يُمكن أي من مستخدمي الإنترنت البحث عن أي مصطلح خاص بالمدونات ويقدم تعريفات تحت المصطلحات الكاملة.
كما تقدم موسوعة ويكيبيديا قائمة مرتبة هجائيا بأسماء 64مصطلحاً مستخدمة في التدوين والمدونات والمتاحة في:-
http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_blogging_terms.

وتقدم العديد من المواقع قائمة مختصرة بالمصطلحات المستخدمة في المدونات منها على سبيل المثال موقع:-
http://www.rsf.org/article.php3?id_article=15000 .

3- أن المدونات الإلكترونية هي أحد مظاهر العولمة التي ساهم التطور التكنولوجي في وجودها[40] وزيادة الإقبال عليها وشعبيتها وانتشارها بأعداد فلكية على العنكبوتية العالمية (ويب:Web)، مما دعا لوجود أدلة ومحركات بحث وكشافات لتُكشف محتويات المدونات تحصر هذه المدونات وتساعد مستخدم الإنترنت على الوصول المباشر للمدونة(blog) التي يقصدها بل يمكن أن يصل إلي تدوينة (post)معينة داخل مدونة ما.
فعلى المستوى العالمي يوجد العديد من الأدلة التي تحصر المدونات لعل أشهرها على الإطلاق محرك البحث""Technocratiوالذي يقوم بتكشيف 60 مليون مدونة حول العالم وذلك طبقا لأخر تقرير نشره في نوفمبر 2006حيث يقوم بفهرسة عشرات الآلاف من المدونات التي تظهر كل ساعة وطبقا لإحصاءات تكنوكراتي""Technocrati هناك أكثر من 175.000مدونة جديدة تظهر كل يوم كما يقدر عدد المدونين بـ 1.6مليون مدون في اليوم بما يعادل ظهور 18 مدونة جديدة كل ثانية"[41]، والمتاح في موقع بعنوان:- http://www.technorati.com.
وفي البيئة الإلكترونية العربية يوجد دليل تابع لموقع" تدوين" والذي يشتمل على( حتى نوفمبر 2006) 1147مدونة والمتاح في موقع بعنوان:- http://tadwen.com/، كما يوجد دليل "مدونات" والمتاح في موقع بعنوان:- http://www.mdwnat.com/ ، ويوجد قائمة بمعظم المدونات باللغة العربية والمتاحة فيhttp://arabblogcount.blogspot.com .

وهناك أيضاً أدلة تحصر المدونات المصرية على العنكبوتية العالمية (ويب:Web) منها على سبيل المثال دليل "the Egyptian blog ring" والذي يعد أول جهد في تجميع المدونات المصرية كمصدر أساسي يتم من خلاله اكتشاف المدونات المصرية[42] والذي يحصر (1457) مدونة مصرية وذلك حتى ديسمبر 2006.

ومن الجدير بالذكر أن مدونة" منال وعلاء" ليست مدونة فحسب ولكن يتوفر عليها أيضاً "مجمع المدونات المصرية" وهو عبارة عن برنامج يقوم بزيارة كل المدونات المصرية المعروفة كل عدد من الساعات بحثاً عن تدوينات جديدة ويعيد نشرها في مكان مركزي، بالإضافة إلي المدونات يضم المجمع عدد من المواقع الإخبارية، والمجمع مقسم باللغة أساساُ، كما يمكن تصفحه بالتصنيف، ومسجل به 1377مدونة مصرية و63886 ألف تدوينة[43].
كما تحصر"خدمة مدونات مكتوب" (1950) مدونة مصرية، وذلك حتى 15/ ديسمبر/2006، فقد حصل مكتوب على جائزة أفضل موقع للمعلومات"Best Portal Information" في القمة السابعة الخليجية الاقتصادية، كما فاز مؤخراً بجائزة أفضل موقع عربي لخدمة البريد الإلكتروني من برنامج كليك الذي يبث أسبوعيا عبر قناة أبو ظبي الفضائية[44](Click.ae) .
ويتوفر على العنكبوتية العالمية(الويب:Web) موقع " مجتمع المدونين المصرين" الذي "يهدف إلى توثيق الروابط بين مدوني مصر، وذلك من خلال عدة خدمات، كمنتدى المدونين، ودليل المدونات، ومجمِّع التدوينات، كما يقوم أيضًا بمتابعة أخبار التدوين في مصر، وكذلك الحملات التي يقوم بها المدونون والمساعدة على نشرها وفتح باب للنقاش حولها، كما يتابع المجتمع أيضا المضايقات الأمنية التي يتعرض لها المدونون، ويوجد رابط RSS خاص بهذه المتابعات"[45].
4- تسمح برمجيات التدوين "Blogging software" بإنشاء المدونات دون الحاجة إلى الإحاطة العميقة بلغة تهيئة النصوص الفائقة HTML أو العمل مع نماذج عنكبوتية"Web templates" المعقدة.وذلك إن برمجيات التدوين، على عكس برامج التحرير العنكبوتي مثل "الفرنت بيج" Front Page ، سهلة الاستخدام كما أنها مصممة لتحديث الصفحات بصفة مستمرة [46] ويتيح موفرو هذه الخدمة آليات أشبه بواجهات البريد الإلكتروني[47]، حيث يمكن لأي صاحب مدونة نشر ما يريد من تدوينات بمجرد تعبئة النموذج الخاص بالتدوينة، بل وتنقيحها أو إلغاءها فيما بعد إذا أراد، فضلا عن رفع uploading الصور الرقمية ذات الصلة في حالة توافرها، وإتاحة الفرصة للتفاعل بين محرري المدونات والزائرين من خلال التعليق على مداخل المدونة.
ولعل أبرز الخدمات لإنشاء المدونات وبرمجيات التدوين هو موقع "blogger.com "الذي أنشأته شركة جوجل حيث يمكن من خلاله إنشاء مدونات والمتاح في:- http://www.blogger.com/start .
كما يعد برامج التدوين وورد بريس" word press" من أشهر برامج التدوين، وهو برنامج مجاني لإنشاء المدونات يُمكن المستخدم من استخدامه في إنشاء المدونات وتعديله ونسخه كما يريد هذا البرنامج متاح في:- http://wordpress.org/ كما تتاح الإصدارة العربية 2.0.5 من برنامج وورد بريس والمتاحة في:- http://wordpress-ar.sourceforge.net/.
5- أنه هناك مجموعة من الخصائص للمدونة الناجحة فيما يتصل بالكتابة يمكن إيجازها على النحو التالي:-
• عدم كتابة موضوعات طويلة أو مفصلة في كل تدوينة، بل من الأفضل كتابة فقرات قصيرة ومختصرة عن الموضوع.
• التحديث المستمر للمدونة، بحيث لا يمر أسبوع واحد إلا وهناك على الأقل تدوينة جديدة.
• تفعيل خاصية التعليق على التدوينات ، وعدم غلقها أمام الزائرين.
• الأصالة في الكتابة، والتنويع المستمر في الموضوعات والمصادر المشار إليها.وفيما عدا الكتابة، هناك مجموعة من السمات العامة للمدونات الناجحة يمكن إضافتها اختياريًا ، مثل:
• إمكانية تصنيف التدوينات وفقا لتقسيمات موضوعية عريضة، تظهر على
واجهة المدونة.
• إمكانية اشتمال واجهة المدونة على تقويم زمني شهري.
• إمكانية الإشارة في واجهة المدونة إلى الروابط الفائقة لمجموعة من المواقع ذات الصلة بموضوع المدونة.
• إمكانية الإشارة إلى العنوان الإلكتروني URL للصفحة الخاصة لصاحب المدونة على العنكبوتية"[48].
6- هناك علاقة بين المدونات والصحافة حيث تعد المدونات قوة إعلامية استطاعت أن تنافس الصحافة المطبوعة والمرئية، وأصبحت تستخدم كبديل للصحافة المطبوعة الموجهة حتى أن البعض يطلق عليها الآن الصحافة الإلكترونية ولهذا نجد العديد من المواجهات بين المدونون والصحفيون وذلك أن المدونات هي الصحافة التي ينتجها المواطنين والمجال الخصب لنقل أصوات الشعوب في ظل القيود الرقابية المفروضة عليهم وقد برز دورها في نقل الأحداث أثناء وقوعها مستخدما كافة التقنيات من صوت وصورة وملفات الفيديو وروابط لنقل الحدث كما هو ولهذا يعتبرها البعض صحافة الانترنت ويعتبر المدونون هم صحفيون، وقد ترقى المدونات كمصدر جديد للمعلومات لأن تكون في يوم ما جزء من الإعلام العربي المعترف به.[49]
وبعد التعرف على النشأة التاريخية للمدونات بصفة عامة والمدونات المصرية بصفة خاصة وإلقاء الضوء على أسباب شهرتها وانتشارها بين مستخدمي الإنترنت الشبكة العنكبوتية (الويبWeb:) واستعراض البرمجيات المستخدمة في إنشاءها وأدلة البحث المستخدمة في البحث عنها، وعوامل نجاح وفشل المدونات آن الحديث عن العلاقة بين المدونات المصرية والسياسة نظرا لأن ظهور المدونات المصرية كان لأغراض سياسية في المقام الأول حيث أمكن من خلالها فتح مساحات وقنوات من النقاش السياسي الفعال بل أمكن من خلالها قيادة الثورات على نظام الحكم من أجل التغيير والإصلاح وإبداء الرأي في كافة القضايا السياسية، إذن فما هي العلاقة بين المدونات المصرية والسياسة؟ هذا ما ستجيب عنه الدراسة في السطور التالية:-

المدونات المصرية والسياسة
عندما ظهرت المدونات في الغرب استخدمت لأغراض سياسية حيث قام بعض رجال السياسة باستخدام المدونات في الدعاية لصالح أحزابهم السياسية وحمالاتهم الانتخابية فقد" مثلت المدونات الالكترونية عاملا هاما في السياسة الأمريكية منذ الانتخابات الأخيرة، إذ اعتمد المرشح الانتخابي الديمقراطي "جون كاري" John Kerry في حملته الانتخابية الرئاسية الأخيرة عام 2004 على الانترنيت، وخاصة على المدونات الالكترونية. وقد أشاد العديد من المحيطين بجون كاري بفعالية الانترنيت بصورة عامة، والمدونات الالكترونية خاصة في جمع الأصوات الانتخابية. ومنذ ذلك التاريخ اعتمد عدد كبير من السياسيين على المدونات الالكترونية blog في بث مقاطع الفيديو القابلة للتحميل التي يعرضون فيها آراءهم السياسية لاستمالة وإقناع اكبر عدد ممكن من الناخبين."[50]
ونظرا لأن الوسائل التكنولوجية جزء لا يتجزأ من الحياة السياسية يقوم بعض السياسيين الأمريكيين كالسيناتور "بيل فريست" Bill Frist بالإجابة على أسئلة واستفسارات القراء والمهتمين بالشئون العامة عن طريق مدونته الإلكترونية أسبوعيا. كما يفضل عضو أخر من الكونجرس أن يجيب عن الأسئلة الموجهة له عن طريق مدونته الالكترونية، ويذكر إنه يفضل أن ترسل له الأسئلة في شكل تسجيلات، وأن يجيب هو عليها بنفس الطريقة لأن ذلك يمكنه من التواصل "المباشر" بالأفراد، بل أن بعض الساسة يرى ضرورة وجود بعض المختصين في تصميم المدونات الإلكترونية ضمن موظفيهم ويسمى هؤلاء بـ professional bloggersلما لها من أهمية في عرض برامجهم السياسية، وتشكيل الرؤية السياسية للقراء بما يتماشى مع مصالحهم وما يمثل أحزابهم السياسية[51].
ولم يختلف الحال كثيرا على المستوى العربي فقد استخدمت المدونات في الأغراض السياسية[52] حيث نجد أنه بالرغم من الحصار المُسلط من رقابة على الإنترنت في البلدان العربية يرصد المدونون العرب الأحداث ويوجهون النقد للواقع العربي والأنظمة السياسية والتيارات الفكرية السائدة، وفقد ساهمت الإنترنت بما قدمت من مصدر جديد للمعلومات – المدونات الإلكترونية- في صناعة حرية إبداء الرأي وكسر الحواجز الرقابية المُلقاة على أفكار الشعوب وكلماتهم حتى أنه يطلق عليها الآن المعارضة الإلكترونية، ولهذا نجد العديد من المواجهات بين السلطات الحكومية أو نظام الحكم والمدونين العرب .

حيث "عمدت بعض الحكومات العربية وبصمت إلى اعتقال بعض أصحاب هذه المدونات كما حدث في البحرين وسوريا وتونس. لكن الانزعاج الرسمي من دور «البلوغرز» العرب تجلى بشكل أكثر حدة في مصر"[53] ويتضح ذلك جليا في المدونات المصرية، حيث يقود المدوّنون المصريون الاحتجاجات ضد الحكومة وتحولت المدونات المصرية إلي واحة ومنبر يستخدم في التغلب على إحباط الحياة السياسية والاجتماعية وكسر كل المحظورات في الفن والسياسة والأدب والدين بالحديث عن كل شيء وأي شيء بل تحولت المدونات المصرية إلي قنابل سياسية يخشاها نظام الحكم[54].
منهم على سبيل المثال المدون المصري الأستاذ "وائل عباس" صاحب مدونة الوعي المصري والتي "حققت مدونته العديد من الانفرادات الصحافية، حيث كان وائل موجودا في الغالب في كافة المظاهرات، والأحداث الجسام التي شهدتها مصر خلال العامين الماضيين، كما أنه يقوم بنشر فيديو لكثير من الأحداث المثيرة للجدل، والتي أثارت جدلا أكثر بعد نشرها في مدونته"[55] والتي يعرض من خلالها أفلام وصور للتعذيب الذي يجري في أقسام الشرطة في مصر.
" هيثم.. صاحب مدونة جار القمر كان في قلب الحدث عندما وقعت المصادمات الأخيرة بين المسلمين والمسيحيين في الإسكندرية، وأتى بصور إنفرد بها في ظل ثقل حركة طاقم الفضائيات وسط العنف الدامي هناك، أما نورا يونس صاحبة الموقع الذي يحمل اسمها، فقد تخطى موقعها حدود كونه مدونة تقليدية، لنجد كاميراتها تصور أحداثا مهمة كان أخرها الأحداث الملتهبة لمصادمات الأمن مع المتظاهرين المحتشدين وسط القاهرة والمؤيدين لاستقلال القضاء، وكانت نورا قبل عدة أشهر قد لاحقت بعدساتها ما وقع عند فض اعتصام اللاجئين السودانيين بالقاهرة."[56]
مما نتج عن الاعتقالات التي قامت بها السلطات المصرية لعدد من المدونين النشطاء سياسيا، خاصة "بعد أزمة القضاة الأخيرة والتي أبدى عدد كبير من أصحاب المدونات المصريين تضامنهم معهم عبر مواقعهم على شبكة الانترنت. حيث ألقت قوى الأمن المصرية القبض على عدد ممن شاركوا في التظاهرات التضامنية مع القضاة كان من بين المعتقلين ستة من أصحاب المدونات أشهرهم "علاء أحمد سيف الإسلام" الذي يتشارك مع زوجته منال في مدونة على الانترنت"[57] والذي يعتبر زعيم المدونات المصرية التي تنتمي إلى ذلك المجتمع المترابط من خلال الانترنت والذي يلعب دور الناطق الافتراضي للحركات المعارضة الحديثة في مصر[58].
و" عبد الكريم نبيل سليمان" الشهير بـ" كريم عامر" المدون المصري الأول الذي يحاكم بسبب كتاباته العلمانية وبسبب التعبير عن الرأي في مدونته عبر الإنترنت حيث أصدرت محكمة جنح الإسكندرية حكما بالسجن أربع سنوات على عبد الكريم بعد إدانته بازدراء الإسلام وإهانة الرئيس حسنى مبارك ، في أول سابقة من نوعها ضد المدونين في مصر[59].

هذا فضلا عن اقتفاء عدد من الأساليب القمعية والعديد من المضايقات التي يلاقيها المدونون المصريون حيث قال الأستاذ وائل عباس: "تعرضت لمضايقات، واستلمت مكالمات تهديد، كما أن مسؤولين حاولوا المساس بسمعتي خلال مقابلاتهم عبر الفضائيات"[60] بالإضافة إلي تشديد الرقابة على الإنترنت وحجب العديد من مواقع المدونات السياسية وفرض القيود على حرية تداول المعلومات فقد قامت "مؤسسة الأهرام الصحفية بحجب مواقع المدونات السياسية المعارضة، حيث فوجئ الصحفيون العاملون بجريدة الأهرام بعدم تمكنهم من تصفح مواقع المدونات المصرية وعلى رأسها المواقع التي تقدم من خلال خدمة جوجول للمدونات www.blogger.com ، وكذلك موقع www.blogspot.com ، وكذلك موقع "منال وعلاء" www.manalaa.net وهو من المواقع المعارضة الشهيرة، وقد اندهش الصحفيون أثناء تصفح الإنترنت من داخل مؤسسة الأهرام بظهور تلك الرسالة عن دخولهم إلى أحد هذه المواقع المحجوبة"[61] (انظر الشكل4).


شكل (4) حجب مواقع المدونات في مؤسسة الأهرام

وبالفعل "قامت وزارة الداخلية في عام 2002 بإنشاء وحدة خاصة أطلق عليها اسم إدارة مباحث مكافحة جرائم الحاسبات الآلية وشبكة المعلومات الدولية" وتتمثل مهمة هذه الوحدة هي رصد ومتابعة جرائم التطور التكنولوجي .. وتتبع مرتكبيها من خلال "أحدث وأدق النظم الفنية والتقنية الحديثة"[62] .
" وإذا كان هناك عدد من المدونين قد تم اعتقاله سواء لنشاطه السياسي في الشارع، أو حتى لمجرد آراؤه المنشورة على الانترنت كما في حالة "كريم عامر"، فقد قامت السلطات أيضا بالتحرش ببعض المدونين على خلفية آراءه المنشورة على الشبكة، وممارسة الضغوط التي أدت إلى إغلاق المدونة كما في حالة "هالة حلمي بطرس" المعروفة باسم "هالة المصري" والتي كانت تنشر مدونة "أقباط بلا حدود" halaelmasry.blogspot.com ومن خلال المواد المنشورة قامت بتوجيه الاتهامات للسلطة السياسية والأمنية بالتواطؤ في الهجمات التي حدثت ضد الأقباط في قرية "العديسات" بالقرب من الأقصر بصعيد مصر حسبما ذكر بيان منظمة "صحفيون بلا حدود""[63].
"وتجاوز التضييق على "هالة بطرس" إلى أسرتها، فأثناء عودة والدها إلى منزله بمدينة قنا بصعيد مصر، تعرض الرجل للضرب المبرح على يد مجهولين تركا له رسالة فحواها: "هذه هدية من ابنتك"، كما تم تفتيش منزل المُدونة، التي تعمل ناشطة في مجال حقوق الإنسان، والقبض على زوجها وإجباره على توقيع تعهد بمثولها للتحقيق أمام النيابة أثناء وجودها في القاهرة في شهر يونيو 2006، وقد وجهت السلطات لهالة تهمتي "الإضرار بالأمن القومي وسلامة المجتمع، وترويج معلومات خاطئة"، الأمر الذي اضطرها إلى إغلاق المدونة، ورغم ذلك قالت المدونة المصرية إنها لاتزال تخضع لمراقبة رجال شرطة في زى مدني، بالإضافة إلى التنصت على هاتفها الشخصي وبريدها الإلكتروني"[64].
ونظرا لما تعرض له المدونون المصريون من اعتقالات بالإضافة إلي ما تعرض له الآخرون من مضايقات، كل هذه السياسة أدت إلي أن "أضافت منظمة "صحفيون بلا حدود" مصر إلى قائمة أسوأ الدول التي تقمع حرية التعبير على الانترنت في حين رفعت ليبيا من القائمة بعد أن وجدت انه لا توجد رقابة على الانترنت هناك"[65]وقد أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في تقريرها " خصم عنيد الإنترنت والحكومات العربية" عن استخدام الإنترنت في 18 دولة عربية – من بينهم مصر- غياب تشريعات وقوانين تنظيم استخدام الإنترنت في الدول العربية تحمي خصوصية المستخدمين فقد ذكر التقرير أن "الحكومات العربية -كل الحكومات العربية دون استثناء- حاولت وتحاول أن تفرض سيطرتها على الانترنت وتطوعه لإرادتها ولكنها فشلت... فسعت جاهدة لإخضاعه والسيطرة عليه عبر حجب بعض المواقع تارة أو حبس كتابه ومستخدميه تارة."[66]
وربما يرجع السبب في ذلك لعدم تفهم ثقافة الإنترنت، وأن المدونات الشخصية كشكل من أشكال النشر الالكتروني قادرة على تجاوز الخاص والشخصي إلى عموم الإنسان في كل بقاع الأرض دون حسيب أو رقيب وأن فكرة السيطرة والحجب والمنع وحظر التواصل وتبادل الأفكار والمعلومات والتعبير عن الرأي باتت فكرة بالية تجاوزها الزمن في المجتمع المترابط المتواصل عبر الإنترنت "بل إن هذه المدونات خاصة المكتوبة باللغة الإنجليزية والفرنسية (حوالي 50% من المدونات المصرية) كانت وراء التعريف باعتقال عدد من المدونين المشهورين ونقل هذه الأحداث للخارج، حيث نشرت عنهم الصحف الأمريكية والأوروبية واليابانية تفاصيل كثيرة، وبدأت الاهتمام بهم باعتبار أنهم صوت المعارضة الحقيقي في مصر"[67]
وهي بالفعل – المدونات-" أسقطت أسطورة الرقابة وأسقطت تأليه الكتاب، وأعادت الصحافة إلى الشارع، تحيا من نبضه، منه ومن ناسه تبدأ وإليهما تنتهي .. لتواكب مصر هذه الظاهرة الإلكترونية التي بدأت تجتاح العالم"[68] .

ومن كل ما تقدم يتضح لنا جلياً التباين الشديد في المدونات المصرية وفيما يحمله أصحابها من فكر وما بها من تيارات مختلفة ما بين مدونة دينية وأخرى ثقافية وثالثة اجتماعية وأدبية وفنية وعلمانية وحزبية وسياسية...الخ ، بل انه على الرغم من هذا الاختلاف الشديد في الفكر نجد ذلك الفكر وهذه الأصوات وتلك التيارات تطرح جانبا أي اختلافات وقت الأزمات لتتوحد معا وتقف جنبا إلي جنب فعلى سبيل المثال المدون عبد الكريم سليمان الذي تم محاكمته بسبب بعض كتاباته العلمانية المسيئة للإسلام كما سلف الذكر، وقف مجتمع المدونين معه مطالبين بالإفراج عنه بل كثيرا ما تجد العديد من الشعارات في المدونات مطالبة بالإفراج عنه هذا رغم اختلاف الكثير منهم مع كتاباته ومنهجه وفكره في الحياة، فيختلف المدونون فيما بينهم في الفكر ولكن تبقى حرية التعبير وإبداء الرأي هي الهدف الأسمى الذي تتوحد من اجله كل التيارات الفكرية وكل الأصوات لتطالب به.

المدونات في مجال المكتبات والمعلومات
لعل ابرز المجالات التي تأثرت بالمدونات الإلكترونية مجال المكتبات والمعلومات، وقد أفاد هان Hane [69]أن المدونات تعد أمرًا طبيعيـًا بالنسبة للعاملين بالمكتبات، فيما زاد هيو Huwe [70] على ذلك بأن "المكتبيين ولدوا ليدونوا" librarians are born to blog، ومن هنا نشأت مدونات المكتبات ومدونات للمكتبين والتي يمكن تعريفها وتوضيح ماهيتها وأهدافها على النحو التالي:-
أ- مدونات المكتبين Librarian’s Blogs))
هي "تلك المدونات التي يُنشأها[71] ويتوافر على إدارتها اختصاصيو المكتبات، سواء كانوا ينتسبون أو لا ينتسبون لأحد مرافق المعلومات"[72] وتهدف مدونات المكتبين إلى:-
1- العمل كمنتدى للمناقشة وتبادل الآراء والمعلومات والخبرات فيما بين المكتبيين.
2- الإعلام عن الأحداث الجارية التي تدور على جبهة البحث في المجال، وخاصة فيما يتصل بتقنيات المعلومات وما يدور حولها من قضايا.
3- الإشعار عن الاجتماعات المهنية (المؤتمرات، والندوات، ... الخ) قبل انعقادها، والإشعار عن محتوياتها بعد انتهائها.
4- التعرف على الإصدارات الحديثة من الكتب والدوريات والتقارير ، ... الخ، والمنشورة إلكترونيًا أو ورقيًا.
5- التنويه عن مصادر المعلومات الإلكترونية المتاحة على الشبكة العنكبوتية، بجميع فئاتها.
6- التعرف على الاتجاهات والقضايا الحديثة ذات الصلة بمجال المكتبات والمعلومات
7- أداة للتنمية المهنية للمكتبيين حيث تساعدهم في الحفاظ على حداثة معلوماتهم ذات الصلة بالمجال .[73]

وقد ظهرت العديد من مدونات المكتبين على الشبكة العنكبوتية العالمية
أولا على المستوي العربي يوجد سبعة عشر مدونات يتوافر على إنشائها وإدارتها وتحديثها اختصاصيو مكتبات ومعلومات وهما:-
1- مدونـة "المكتبييـن العرب" Arab Librarians Blog
والتي تعد أول مدونة عربية في مجال المكتبات والمعلومات للإعلام عن مصادر المعلومات والآراء والأخبار العربية والعالمية في البيئة الإلكترونية والورقية[74]، ومتاحة في الموقع التالي :
http://arab-librarians.blogspot.com أعد هذه المدونة العربية الأولى الدكتور"عبدالرحمن فراج"، مدرس المكتبات والمعلومات بجامعة الإمام محمد أبن سعود (انظر الشكل5).

http://arab-librarians.blogspot.com
شكل (5) مدونة المكتبيين العرب

2- مدونة "أدوات البحث على الإنترنت"
تهتم هذه المدونة بأدوات البحث على الإنترنت، وما يرتبط بذلك من قضايا، وذلك من وجهة نظر أحد خريجي قسم المكتبات والوثائق والمعلومات بكلية الآداب جامعة القاهرة وهو الأستاذ "هشام طليب"[75]، ومتاحة في الموقع التالي: http://www.maktoobblog.com/htolaib

3- مدونة ليس كافيه "LIS Café"
توافر على إنشاء هذه المدونة وتحديثها الأستاذة "أسماء" أحد أخصائي المعلومات في الكويت، أعدت هذه المدونة في 22/ سبتمبر 2005لأعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا وطلاب المرحلة الجامعية الأولى [76]وهي من المدونات مكتوبة باللغة الإنجليزية في مجال المكتبات والمعلومات والمتاحة في:- http://mlis-kw.blogspot.com/

The Professional Librarian: Be Ready To The Future ..4-
اعد هذه المدونة الأستاذ" محمود سيد عبود" أخصائي المكتبات والمعلومات في مكتبة الجامعة الألمانية بالقاهرة[77]، وتضم المدونة عدد من الموضوعات المرتبطة بعلم المكتبات والمعلومات والمكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية والمتاحة في:- http://www.professionallibrarian.blogspot.com/

5- المحطة 35
توافر على إنشاء هذه المدونة وتحديثها الأستاذ "محمود قطر" مدير عام الإدارة العامة للمكتبات الجامعية - جامعة حلوان[78] ، والتي تضم عدد من الموضوعات المتعلقة بمجال المكتبات والمعلومات والمتاحة في :- http://qatr.maktoobblog.com/

6- مكتبي العصر: المكتبات في عصر ثورة المعلومات " librarian I. T "
تتناول هذه المدونة عدد من الموضوعات المتصلة بمجال المكتبات والمعلومات وذلك من وجهة نظر الأستاذ " أحمد عادل زيدان" أخصائي المكتبات والمعلومات بشركة النظم العربية[79] وقد أتيحت هذه المدونة في:- http://arablibrariannet.blogspot.com/


7- الطريق للمعلومات" The Information Way"
تقدم هذه المدونة مجموعة من أوراق عمل وأبحاث للأستاذ" أحمد محمد السيد" أخصائي معلومات بمكتبة البابطين المركزية للشعر العربي بالكويت[80] وتضم أيضا كل ما يهم المتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات والمتاحة في :- http://theinformationway.blogspot.com/index.html

8- مكتبية مناضلة " Marwa Adam1"
تعرض هذه المدونة عدد من الموضوعات والقضايا المتعلقة بمجال المكتبات والمعلومات، وقد توافر على إعداد هذه المدونة وتحديثها الأستاذة "مروة حامد آدم" أخصائية المكتبات والمعلومات بشركة النظم العربية المتطورة[81]، وقد أتيحت المدونة على :- http://marwaadam1.blogspot.com/

9- مدونة قسم المكتبات والمعلومات
أعد هذه المدونة الدكتور"عبد الرحمن فراج"، مدرس المكتبات والمعلومات بجامعة الإمام محمد أبن سعود والمتاحة في :- http://lisdept.blogspot.com/

10- مدونة المكتبات العربية
تحتوي هذه المدونة على الأبحاث المهنية، والأخبار المهنية، والمعلومات الحديثة عن مصادر المعلومات، واللقاءات المهنية والتساؤلات و الإجابات من المهتمين بالمجال كما تتيح المدونة مشاركة الجميع من العاملين و المهتمين بالمهنة بالتواصل أو المشاركة أو الإضافة أو التعليق أو التعديل[82]، أعد هذه المدونة الأستاذ " صلاح فهمي حجازي" أحد المتخصصين في المجال وأتيحت هذه المدونة في :- http://blogs.albawaba.com/shegazi

11- مدونة علم المكتبات والمعلومات"Library and Information science blog"
توافر على إعداد هذه المدونة الأستاذ" سيد السخاوي" أحد المتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات[83] وتضم المدونة أكثر من 370 موضوع من الموضوعات المتعلقة بالمجال وقد رتبت الموضوعات هجائيا بعناوينها لتسهيل عملية البحث عن موضوع ما في المدونة، والمتاحة في :- http://libinformationscience.blogspot.com/

12- مدونة "librarian echo"
اعد هذه المدونة الأستاذ "عصام شعبان" أخصائي مكتبات و نظم معلومات بمكتبة الجامعة الألمانية بالقاهرة[84] والتي تتضمن عدد من الأبحاث والمقالات ذات الصلة بمجال المكتبات والمعلومات مع عرض لرؤية صاحب المدونة تجاه قضايا المجال، وقد أتيحت هذه المدونة على:-http://librarianecho.blogspot.com/

13- سلسلة مدونات الدكتور " محمد سالم غنيم"
وهم خمس مدونات توافر على إدارتها وإنشاءها وتحديثها الدكتور"محمد سالم غنيم" مدرس المكتبات والمعلومات بجامعة القاهرة وهي مدونة "WinISIS_Arabic" والمتاحة في:- http://winisisarabic.blogspot.com/ ، ومدونة "Arabic_ Win ISIS" التجريبية والمتاحة في :- http://arabicwinisis.blogspot.com/، ومدونة" الدكتور محمد سالم غنيم" الشخصية والمتاحة في :- http://www.msalem98.blogspot.com/، ومدونة "(الكتب والمكتبات والمعلومات) والتقنية العربية" والمتاحة في :- http://msalem98.tadwen.net/، ومدونة"(الكتب والمكتبات والمعلومات) والتقنية العربية"(Book, Library, Information) and Arabic Technology والمتاحة في:- http://bklibinfo.blogspot.com/، ويهدف الدكتور محمد سالم من وراء إنشاء هذه المدونات العديد من الأهداف أهمها :-
1- توفير نافذة عربية متخصصة ترصد الاتجاهات والملامح والقسمات حول الكتب والمكتبات والمعلومات العربية أساسًا ، وكذلك المتغيرات العالمية ذات التأثير القوي على التخصص.
2- توثيق الصلة بالكتاب والقراءة والمعلومات على المستوى العربي.
3- طرح بعض الموضوعات للنقاش على المستوى العربي، وعرض الرأي والرأي الآخر حول بعض القضايا الهامة للتخصص.
4- محاولة الإعلام بكل ما هو جديد من كتب ومقالات وتقارير ودوريات عربية أو أجنبية سواء المنشور منها في الشكل الورقي أو الشكل المحسب.
5- التعريف بالبرامج الحاسوبية المتعلقة بموضوع اهتمام المدونة، ومنها النظم الآلية في المكتبات، وبرامج إدارة المحتوى ، والبرامج المكتبية الأخرى … الخ.
الإعلام بالاجتماعات العلمية (المؤتمرات، والندوات، … إلخ) العربية والأجنبية، قبل انعقادها. والتعريف بمحتوياتها بعد انتهائها، خاصة المتاح منها على العنكبوتية(الويب:Web)
مع الإشارة إلى الروابط الهامة المتعلقة بموضوع اهتمام تلك المدونات[85].

مدونات المكتبيين الأجنبية
على المستوي العالمي يوجد العديد من مدونات المكتبين والتي يمكن تصنيفها إلي خمس فئات ألا وهي :-
1- مدونات المكتبين العامة
هي تلك المدونات التي لا تقتصر على موضوع معين في مجال المكتبات والمعلومات فهي تشمل العديد من الموضوعات داخل المجال حيث توافر على إعدادها المكتبين وموجهة إليهم، منهم على سبيل المثال مدونة "library stuff" والمتاحة على موقع بعنوان http://www.librarystuff.net (انظر الشكل6)

http://www.librarystuff.net
شكل (6) مدونة library stuff
2- مدونات المكتبيين المتخصصة
وهي تلك المدونات التي تتناول موضوع معين من موضوعات مجال المكتبات والمعلومات أو أحد قضاياه منها على سبيل المثال مدونة "Digital Reference" والتي ينصب اهتمامها الأساسي على المصادر المرجعية الإلكترونية والمتاحة على موقع بعنوان:-
http://www.teachinglibrarian.org/weblog/blogger.html

3- مدونات المكتبيين الإعلامية
هي المدونات التي تقوم ببث الأحداث والأخبار التي تحدث في عالم المكتبات وعلم المعلومات، والإعلام عن ملخصات مصادر المعلومات المتخصصة في المجال منها مدونة LIS News"" والمتاحة على موقع بعنوان:- www.lisnews.com
4- مدونات المكتبيين الشخصية
هي المدونات التي تتناول موضوعات شخصية ذات محتوى يتعلق بالمكتبيين مثل مدونةLipstick Librarian" " والمتاحة على موقع بعنوان:- www.lipsticklibrarian.com

5- مدونات خدمية
هي تلك المدونات التي يقدم من خلالها المكتبي القائم على إنشاء المدونة وإدارتها وتحديثها خدمة للمستفيدين من المكتبات ومراكز المعلومات قد تكون الإجابة على تساؤلاتهم واستفساراتهم عن استخدام المكتبة أو كيفية البحث في المصادر المرجعية...الخ مثل مدونة ""Real Public Library Reference Questions والمتاحة على موقع بعنوان:- http://publibreference.blogspot.com/

ب- مدونات المكتبات""library blogs
هي "تلك المدونات التابعة لمرافق المعلومات، وتتم إدارتها من قبل واحد أو أكثر من اختصاصيي تلك المرافق. كما أنه ينبغي أن يكون لها حضور على موقع المكتبة، أو على الأقل يتم إعداد رابطة لها على الموقع"[86] "كما أنه يمكن استضافتها من خلال خدمة خارجية توفر الوصول إلي المدونة مقابل تكلفة مادية ضئيلة أو بغير تكلفة على الإطلاق وتتوجه تلك المدونات بصفة رئيسية إلي المستفيدين من تلك المكتبة، كما أن كما أن المكتبة قد يكون لها مدونة واحدة يشترك في تحريرها واحد أو أكثر من الاختصاصيين من أقسام مختلفة، كما أنه قد تكون لها مجموعة من المدونات تتم إدارتها من قبل مجموعات من المكتبيين بغرض توصيل المعلومات لفئاتٍ من الجمهور أكثر تخصصـًا "[87]وتسعى مدونات المكتبات من وراء إعدادها إلى:-
1- نشر تقارير النشاط الخاصة بمشروعات معينة في المكتبة.
2- نشر قائمة الإضافات الحديثة للمكتبة.
3- الإعلان عن الخدمات الجديدة والترويج لها.
4- الإشعار عن مواقع الإنترنت المجانية ومراصد البيانات وغيرها من المصادر.
5- الإعلان عن الدورات التدريبية وبرامج التعليم المستمر.
6- الإشعارات الداخلية بين اختصاصيي المكتبة وبعضهم البعض وتبادل الآراء والمعلومات فيما بينهم.
7- أن تكون المدونة ملحقـًا لنشرة المكتبة، أو بديلا عنها.
8- تفعيل الاتصال بالمستفيدين والاتصال بالزملاء من أخصائي المكتبة[88]

ومن الجدير بالذكر عدم وجود مدونات للمكتبات على مستوى الوطن العربي ربما يرجع السبب في ذلك لأن المدونات مصدر جديد للمعلومات لم تتعرف عليه المكتبات بعد ولم تتعرف على أهميته في تقديم خدمات المعلومات والترويج لها والتواصل والتفاعل مع المستفيدين من المكتبة.
لكن هناك العديد من مدونات المكتبات التابعة لأحد مرافق المعلومات على المستوى العالمي والتي تُقسم تبعا لنوع المكتبة فهناك مدونات للمكتبات الجامعية وهناك مدونات للمكتبات العامة ...الخ.

1- مدونات المكتبات الجامعية
هي المدونات التابعة إلي مكتبة الجامعة والتي يتم استضافتها على موقع مكتبة الجامعة أو يتم إعداد رابط لها على الموقع وتتم إدارتها من قبل متخصصين في مكتبة الجامعة والموجهة إلي طلبة الكليات وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، ومثال ذلك مدونة مكتبة جامعة مينسوتاMinnesota"" والمتاحة على موقع مكتبة الجامعة بعنوان:- http://blog.lib.umn.edu/ والموجه لكافة طلبة الكليات وأعضاء هيئة التدريس في جامعة مينسوتا. (انظر الشكل 7)


http://blog.lib.umn.edu/
شكل (7) مدونة مكتبة جامعة مينسوتا

2- مدونات المكتبات العامة
وهي المدونات التابعة إلي مكتبة عامة والتي يتم استضافتها على موقع المكتبة العامة أو يتم إعداد رابط لها على الموقع وتتم إدارتها من قبل أخصائي المكتبات والمعلومات في هذه المكتبة والموجهة للمستفيدين من المكتبة، و"الجدير بالذكر أن معظم مدونات المكتبات المتاحة حاليًا على الشبكة تنتمي للمكتبات العامة"[89] ومثال ذلك مدونة مكتبة بارما العامة"Public Library Parma blog" والمتاحة في موقع بعنوان:- http://pplya.blogspot.com/ والموجه لكافة المستفيدين من المكتبة.

هناك خمسة أدلة تحصر مدونات المكتبات ومدونات المكتبين وهي:-
• BlogBib: Select Librarian/Library Blogs.
وهو عبارة عن قائمة بأسماء المدونات في مجال المكتبات والمعلومات والمتاحة في الموقع التالي:- http://blog-bib-liblogs.blogspot.com/
• Blogging Libraries.
هي عبارة عن قائمة مرتبة وفقا لنوع المكتبة والمعدة من قبل" blogwithoutalibrary.net" والمتاح في:-
http://www.blogwithoutalibrary.net/?page_id=94
• Librarian Blogs and Sites Internet Directory.
هي قائمة مرتبة ترتيبا هجائيا بأسماء مدونات المكتبات ومدونات المكتبين متاحة في:- http://librariansindex.blogspot.com/
• Library Web logs.
دليل "LibDex" المتخصص الذي يحصر مدونات المكتبيين والذي توافر عليه بيتر سكوت "Peter Scott" تحت عنوان:- http://www.libdex.com/weblogs.html والذي رتبت فيه المدونات هجائياً تحت أسماء البلاد التي ينتسب إليها محرري المدونات.
• RSS(sm): Rich Site Services.
وهو دليل يتضمن كافة المدونات في مجال المكتبات والمعلومات حسب فئاتها والمتاح في:- http://www.public.iastate.edu/~CYBERSTACKS/RSS.htm

وللوصول لمدونات المكتبات على الإنترنت قام دليل “Open Directory Projectبإعداد قائمة للمدونات الخاصة بالمكتبات، في الرابط
http://dmoz.org/Reference/Libraries/Library_and_Information_
Science/Weblogs/Organizational_Weblogs/

خاتمة
أن المدونات الإلكترونية هي أحد مصادر المعلومات التي أتاحتها الإنترنت لنشر المعلومات بصرف النظر عن أهميتها ومجالها لكي تكون متاحة لأي شخص في العالم لديه إمكانيات الاتصال بالإنترنت، حيث أصبح بإمكان أي فرد أن يكون ناشراً للمعلومات مع الحرية التامة فيما يبدي من معلومات وأراء وهو ما يثير جدلاً حول درجة الثقة في المعلومات التي يقدمها هذا المصدر ومن هنا تبدو الحاجة إلي وجود معايير وميثاق لأخلاقيات التدوين يتبعها المدونون وفقاً القواعد المعيارية في إسناد المعلومات إلي أصحابها وغيرها من المعايير التي تحقق مصداقية ما ينشره هذا المصدر وعلى الجانب الآخر ونظرا لأن " ملكية الفكر والإبداع أثمن من أي ملكية مادية"[90] تحتاج المدونات إلي أن تدخل ضمن المصنفات التي يسري عليها قانون حماية الملكية الفكرية مع وضع العقوبات الرادعة التي من شأنها أن ترجع كل سارق عن سرقة ثمار عقول المدونين وإبداعاتهم الفكرية.

كما أن المدونات كمصدر جديد للمعلومات على الشبكة العنكبوتية(الويب:Web) تتسم بالتراكم والزيادة المستمرة والسريعة ثانية بعد الأخرى على عكس الأشكال التقليدية الأخرى من مصادر المعلومات وذلك يعني وجود محتويات لمصادر لا متناهية وفي نفس الوقت هذه المحتويات تتيح القدرة على المشاركة والانخراط المدني في الأنباء والأخبار في المجتمع وهذه الزيادة في ظل عدم وجود أدلة ومحركات بحث قوية وكشافات لمحتويات المدونات العربية تجعل من المدونات العربية عامة والمصرية بصفة خاصة مصدرا يتسم بالعشوائية وعدم التنظيم يحتاج إلى التقويم والتبويب والتصنيف حتى يمكن استغلاله الاستغلال الأمثل في كافة المجالات مما يستوجب التعرف على محتوياته كماً ونوعاً وما تعكسه من أبعاد وتمثيل للواقع الفعلي.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نجد أن المدونات في عالم المكتبات والمعلومات مصدر جديد يحتاج إلي التعرف على كيفية الاستفادة منه في المكتبات ومرافق المعلومات لزيادة التواصل والاتصال والتفاعل مع المستفيدين بل وبين أخصائي المكتبات والمتخصصين بعضهم البعض وتحسين الخدمة المكتبية والترويج لها من خلاله وكيفية تطويعه لخدمة المكتبات ومهنة المعلومات بمناقشة قضاياها والأحداث الجارية على الساحة المكتبية ومساعدة المكتبيين على التنمية المهنية.
والله من وراء القصد


الهوامش
________________________________________
[1] - شيماء إسماعيل عباس إسماعيل. المدونات المصرية على الشبكة العنكبوتية العالمية مصدراُ للمعلومات: دراسة تحليلية (مخطط أطروحة ماجستير مسجلة بقسم المكتبات والوثائق والمعلومات، كلية الآداب جامعة القاهرة تحت إشراف د. يسرية عبد الحليم زايد)
[2] - شعبان عبد العزيز خليفة، المحاورات في مناهج البحث في علم المكتبات والمعلومات ، ص 25- 30.
[3] - "Merriam-Webster Online Dictionary"، [11/ ديسمبر/2006]، متاح في:-
http://www3.merriam-webster.com
[4] - المدونات العربية في الفضاء الإلكتروني: أفق جديد للكتابة! . أخبار اليوم، ع628( يوليو 2005). آخر تحديث 22/7/2004الساعة 12:02:59. [5/ أكتوبر/2006]. متاح على:- http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/628/1000.html
[5] - مدونة. موسوعة ويكيبيديا،[10/نوفمبر/2006]. آخر تحديث 1/سبتمبر/2006 الساعة02:40:00 متاح في:- http://ar.wikipedia.org
[6] - Ray, Jan. EJ738088 - Welcome to the Blogoshere: The Educational Use of Blogs (aka Edublogs). Kappa Delta Pi Record; v42 n4 (Sum 2006), p175-177.
[7]-"Merriam-Webster Online Dictionary"، مصدر سابق.
[8]- المصدر السابق.
[9]- المصدر السابق.
[10] - Encyclopedia Britannica online.[15/Novamber/2006]. Available at:-http://www.britannica.com/eb/article-9404269/blog .
[11] - مدونة، مصدر سابق.
[12] - عبد الرحمن سعد، التدوين ثورة شبابية في مصر: 5 آلاف مدون يتضاعف عددهم كل 6 أشهر،الأهرام، (6/ديسمبر/2006)،ص9.
[13] - ناهد النقبي. المدونات الشخصية صحافة بديلة أم منافسة لوكالات الأنباء العالمية؟. الأزمنة العربية. ع294(مايو2005).[24/يناير/2007]. متاح في:- http://www.alazmina.info/issue294/11.html
[14] - ناهد النقبي . المصدر السابق.
[15]-Pointblog.com. The language of blogging, - Reporters without Broders. [17/feb/2007]. Available at:- http://www.rsf.org/article.php3?id_article=15000 .
[16] - Sheila Ann Manuel Coggins. What is the Difference Between Weblogs and Websites?. Available at:- http://weblogs.about.com/
[17] - Herzog, Susan and Catherine Tannahill , Lara Zeises. Blogging@Schools. [20/December/ 2006]. Available at:- http://www.infotoday.com/cil2005/Presentations/
Herzog_Tannahill_Blogging.pps
[18] - عبد الرحمن فراج، المدونات الإلكترونية مع إشارة خاصة إلي مدونات المكتبات والمكتبين ،المعلوماتية، ع14،(يونية 2006)، ص11.
[19] - Herzog, Susan and Catherine Tannahill .مصدر سابق.
[20]- منى الجبالي. المدونات الإلكترونية .. من المراهقة إلي السياسة "البلوغ" أكثر الوسائل نجاحا في التلاعب بالأفكار.الوقت ،ع185( 24أغسطس2006).[9/أكتوبر/2006] متاح على:-http://www.taqrir.org/showarticle.cfm?id=441
[21] - Vogle, T. M. and Goans, D. Delivering the news with blogs: the Georgia State University Library experience. Internet Reference Services Quarterly. Vol.10, no. 1 (2005). Pp. 5-27 نقلا عن عبد الرحمن فراج، المدونات الإلكترونية مع إشارة خاصة إلي مدونات المكتبات والمكتبين ،المعلوماتية ،ع14،(يونية2006)،ص10.
[22]- محمد جمال عرفة. " البلوجرز".. قنابل سياسية.. ومنتديات اجتماعية!. المجتمع: مجلة المسلمين في أنحاء العالم ،ع1707( يونية2006). [15/ أكتوبر/2006]. متاح في:- http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InNewsItemID=191302
[23] - ما هي المدونة ؟ .[30/ نوفمبر/2006]. متاح في:- http://tadwen.com/?p=6
[24] -Ray, Jan. Welcome to the BlogoSphere: The Educational Use of Blogs (aka Edublogs). Kappa Delta Pi Record; vol.42, no.4 (Sum 2006), p175-177.
[25] - فضيل الأمين، سالي فرحات. مستقبل البلوغز وصحافة المستقبل. مجلة هاي.( أكتوبر 2005). [17/ نوفمبر/2006]. متاح في:-
http://www.himag.com/articles/art8.cfm?topicId=8&id=1017
[26]- جهاد الخازن. المدونات الأشهر في العالم. إيلاف،ع 1986.آخر تحديث 29/ أكتوبر/2006 الساعة 7:30:00. [29/أكتوبر/ 2006]. متاح في :- http://www.elaph.com/ElaphWeb/NewsPapers/2006/1/120104.htm
[27] - مها النحاس، تاريخ بداية المدونات، الأهرام،ع43805،س131،(12/ نوفمبر/2006) ،ص6.
[28] - ناهد النقبي. المدونات الشخصية صحافة بديلة أم منافسة لوكالات الأنباء العالمية. الأزمنة العربية.ع294 (مايو2005). [24/يناير/2007]. متاح في:- http://www.alazmina.info/issue294/11.html
[29] - إيهاب الزلاقي. المدونات العربية حرية التعبير مجسدة . خصم عنيد: إنترنت والحكومات العربية. تقديم ومراجعة جمال عيد؛ تحرير سالي سامي؛ ترجمة داليا زيادة . تقرير صادر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.( ديسمبر2006). متاح في. [24/يناير/2007].متاح في:- http://www.openarab.net/reports/net2006/blogger.shtml
[30] - محمد جمال عرفة. مصدر سابق.
[31]- عبد الرحمن سعد، المصدر السابق والصفحة.
[32] - محمد جمال عرفة. مصدر سابق.
[33] - محمد أبو زيد. المدونات الإلكترونية تهز قلعة الإعلام الرسمي: يفوق عددها ال500تتنوع بين السياسة والحب والهرتلة. الشرق الأوسط جريدة العرب الدولية،ع9931(فبراير 2006). متاح في:- http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=
37&issue=9931&article=346770&search=المدونات&state=true
[34] - المصدر السابق.
[35] --محمد أبو زيد،مصدر سابق.
[36] - - زاهي علاوي. "صن لايت فاونديشن" الأمريكية تفوز بجائزة أفضل مدونة لعام 2006. إعداد زاهي علاوي، تقرير بيترا فوكسيل. "دويتشه فيله"،(نوفمبر 2006). [20/ نوفمبر/2006]. متاح في:- http://www.dw-world.de/dw/article/0,2144,2236194,00.html
[37] - محمد أبو زيد. صاحب مدونة «الوعي المصري»: قرائي أكثر من قراء الجرائد اليومية في مصر، الشرق الأوسط : جريدة العرب الدولية،ع10190(أكتوبر2006). متاح في:- http://www.asharqalawsat.com/details.asp?
section=37&issue=10190&article=388432
[38] - BBC world service, Christmas Greetings, [26/ December 2006]. Available at:- http://www.bbc.co.uk/worldservice/programmes/worldtoday
/news/story/2006/12/061219_xmas_quotes.shtml
[39] - عبد الرحمن فراج، مصدر سابق،ص10.
[40] - منى الجبالي.، مصدر سابق.
[41] انظر- About Technorati. [19/Novmber/2006]. Available at:- http://technorati.com/about/
[42]- علاء عبد الفتاح، مكتوب ومستقبل مجمع المدونات المصرية، مدونة" منال وعلاء"(29/ أكتوبر/2006) الساعة 10:31 .[ 19/ ديسمبر/2006]. متاح في:- http://www.manalaa.net/taxonomy/term/198
[43] - المصدر السابق.
[44] - الأول هو الأول.[19/ ديسمبر/ 2006]. متاح في :- http://www.maktoob.com/advertisin -new/a_facts.html
[45]- حول المجتمع، مجتمع المدونين المصريين.[11/ ديسمبر/2006].متاح في:- http://www.egyblogs.com/home/index.php?option=com_
content&task=view&id=53&Itemid=35
[46] -Embrey , T. R. You Blog, We Blog: A Guide to How Teacher-Librarians Can Use Web logs to Build Communication and Research Skills. Teacher Librarian .Vol. 30, no. 2 (Dec, 2002). نقلا عن عبد الرحمن فراج، مصدر سابق، ص12
[47] - مدونة، مصدر سابق ، متاح في:- http://ar.wikipedia.org
[48] - عبد الرحمن فراج، مصدر سابق، ص12.
[49] - دايل بسكين وآندرو ناتشيسُن. وسائل الإعلام الناشئة تعيد تشكيل المجتمع العالمي. أي جور نال: مجلة إلكترونية صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية( مارس 2006).[11/ نوفمبر/2006]. متاح في:- http://usinfo.state.gov/journals/itgic/0306/ijga/peskin.htm
[50] - منى الجبالي. مصدر سابق.
[51] - المصدر السابق.
[52] - عبد الرحمن مصطفى. المدونات المصرية ..عالم خاص. إيلاف، ع1961. آخر تحديث 4/10/2006 الساعة 8:00:00. [11 / أكتوبر/2006]. متاح في: http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphGuys/2006/5/149227.htm
[53] -2- ديانا مقلد. معارك الحكومات مع أصحاب المدونات. الشرق الأوسط: جريدة العرب الدولية، ع10036(مايو2006). [3/ نوفمبر/2006]. متاح في:- http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?
section=3&issue=10036&article=364137&search=المدونات&state=true
[54]- محمد جمال عرفة. مصدر سابق.
[55] - محمد أبو زيد. صاحب مدونة «الوعي المصري»: قرائي أكثر من قراء الجرائد اليومية في مصر:صحافي سابق وجد في التدوين عالمه الخاص.. وشهرة فاقت التوقعات. الشرق الوسط: جريدة العرب الدولية، ع10190(أكتوبر 2006). [20/ نوفمبر/2006]. متاح في:- http://www.asharqalawsat.com/details.asp
[56] - عبد الرحمن مصطفى . المصدر السابق.
[57] - المصدر السابق.
[58] - البوابة. علاء المصري ضد الحكومة من زنزانته؟!. [20/ نوفمبر/2006]. متاح في:- http://www.albawaba.com/ar/news/248008
[59] - حبس أحد المدونين أربع سنوات لازدراء الإسلام وإهانة مبارك .filbalad.com.( فبراير 2007).[23/ فبراير /2007]. متاح في:- http://news.filbalad.com/News.asp?NewsID=17644
[60] - هبة صالح. كتاب المدونات المصريون يخشون مقاضاة الدولة لهم. بي بي سي نيوز.آخر تحديث 23/ فبراير / 2007.[1/ مارس / 2007]. متاح في:- http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/
newsid_6388000/6388577.stm
[61] - البوابة العربية للمكتبات والمعلومات. حجب مواقع المدونات السياسية : مؤسسة الأهرام الصحفية تفرض قيودا على حرية تداول المعلومات بداخلها. [22/ ديسمبر /2006]. متاح في:- http://www.cybrarians.info/news/ahram.htm
[62] - خيري عاطف. مجرمون جدد خمس نجوم!: عصابات منظمة ترتكب جرائمها عن طريق الكمبيوتر!. أخبار الحوادث ،ع700،س13( سبتمبر 2005). آخر تحديث 31/8/2005 . [31/ مارس/2007]. متاح في:- http://www.akhbarelyom.org.eg/hawadeth/issues/700/0601.html
[63] - Months of harassment force Copt bloggers to censor herself. Reporters without Boarders. Available at :- http://www.rsf.org/article.php3?id_article=18563 نقلا عن إيهاب الزلاقي . خصم عنيد الإنترنت والحكومات العربية . تقديم ومراجعة جمال عيد؛ تحرير سالي سامي؛ ترجمة داليا زيادة .تقرير صادر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.[31/ مارس/2007]. متاح في:- http://www.openarab.net/reports/net2006/egypt.shtml#_ftn40
[64] - مصطفى المنشاوي، عالم المدونات، موقع BBC ، http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/in_depth/
2003/iraq/newsid_5303000/5303888.stm. نقلا عن إيهاب الزلاقي . خصم عنيد الإنترنت والحكومات العربية. تقديم ومراجعة جمال عيد؛ تحرير سالي سامي؛ ترجمة داليا زيادة. تقرير صادر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.[31/ مارس/2007]. متاح في:- http://www.openarab.net/reports/net2006/egypt.shtml#_ftn40
[65] - مصر مبارك على قائمة أسوا دول تقمع حرية التعبير على الإنترنت: منظمة صحافيون بلا حدود ترفع ليبيا من القائمة بعد أن وجدت أنه لا توجد رقابة على الإنترنت هناك . ميدل ايست اونلاين. آخر تحديث11/7/2006 الساعة09:43:13.[3/نوفمبر/2006]. متاح في:- http://middle-east-online.com/technology/?id=42408
[66] - منظمة حقوقية تدين حجب المواقع الإلكترونية في الدول العربية. شبكة النبأ المعلوماتية.[31/ مارس/ 2007]. متاح في:- http://annabaa.org/nbanews/60/600.htm
[67] - محمد جمال عرفة . مصدر سابق.
[68] - محمد أبو زيد، مصدر سابق.
[69] - Hane, P. J. Blogs Are a Natural for Librarians. News Link. No. 24 /2001نقلا عن عبد الرحمن فراج، مصدر سابق،ص13.
[70] -Huwe, T. Born to blog. Computers in Libraries. Vol. 23, no. 10 (2003). pp. 44-45 نقلا عن عبد الرحمن فراج، مصدر سابق،ص13.

[71] - هكذا وردت في النص الأصلي والصحيح يُنشئها.
[72] - عبد الرحمن فراج، مصدر سابق،ص13.
[73] - انظر عبد الرحمن فراج، مصدر سابق،ص13،14.، Clyde, L.A. Library weblogs. Library Management. Vol. 25, nos. 4/5 (2004). Pp.183-189 نقلا عن عبد الرحمن فراج، مصدر سابق، ص14.
[74] - عبد الرحمن فراج. مدونة "المكتبيين العرب". [22/مارس/2007]. متاح في:- http://arab-librarians.blogspot.com
[75] - هشام طليب . مدونة أدوات البحث على الإنترنت.[1/1/2007]. متاح في:- http://htolaib.maktoobblog.com/
[76] - أسماء. مدونة " LIS Café". [22/ديسمبر/2006]. متاح في:- http://mlis-kw.blogspot.com/
[77] - محمود سيد عبود. مدونة " The Professional Librarian: Be Ready To The Future" . About Me. [1/ يناير/2007]. متاح في:- http://www.professionallibrarian.blogspot.com/
[78] - محمود قطر. منتديات اليسير للمكتبات وتقنيات المعلومات. قاعدة بيانات المكتبيين.[23/ فبراير/2007]. متاح في:- http://www.alyaseer.net/librarians/index.php
[79] - أحمد عادل زيدان. مدونة " مكتبي العصر: المكتبات في عصر ثورة المعلومات " librarian I. T. .View my complete profile. [22/مارس/2007].متاح في:-
http://www.blogger.com/profile/04635543541988006081
[80] - أحمد محمد سيد . مدونة" الطريق للمعلومات" The Information Way". [23/ فبراير/ 2007]. متاح في:-
http://theinformationway.blogspot.com/index.html
[81] - مروة حامد آدم . مدونة " مكتبية مناضلة". View my complete profile.[1/ فبراير/2007]. متاح في:-
http://www.blogger.com/profile/15595578279493722444
[82] - صلاح فهمي حجازي. مدونة المكتبات العربية تقدم أساسا لخدمة العاملين و المتخصصين في مهنة المكتبات و المعلومات في الوطن العربي.مدونة " المكتبات العربية" ،(23/تشرين الثاني/2006).[22/ يناير/2007]. متاح في:- http://blogs.albawaba.com/shegazi
[83] - سيد السخاوي. مدونة "علم المكتبات والمعلومات".[2/ فبراير/2007]. متاح في: -http://libinformationscience.blogspot.com/
[84] - عصام شعبان. مدونة "librarian echo". [15/ فبراير /2007]. متاح في: - http://librarianecho.blogspot.com/

[85] - محمد سالم غنيم .مدونة ( الكتب والمكتبات والمعلومات)والتقنية العربية.[22/يناير/2007]. متاح في:- http://msalem98.tadwen.net/
[86] - عبد الرحمن فراج، مصدر سابق،ص14.
[87] - المصدر السابق.
[88] - انظر Schwartz, G. Blogs for Libraries. 2005. http://webjunction.org/do/DisplayContent?id=767، Vogle, T. M. and Goans, D. Delivering the news with blogs: the Georgia State University Library experience. Internet Reference Services Quarterly. Vol. 10, no. 1 (2005). Pp. 5-27، Cohen, Steven M. Weblogs and Public Libraries. Public Library Association - ePublications. http://www.ala.org/ala/pla/plapubs/epublications/weblogs.htm، Shucha, Bonnie. Blogging @ Your Library: Finding, Reading & Creating Library Blogs. 2005. http://library.law.wisc.edu/wisblawg/fvlc.ppt نقلا عن عبد الرحمن فراج، المصدر السابق.
[89] -عبد الرحمن فراج . المصدر السابق والصفحة.
[90] - عبد الستار الحلوجي. حق المؤلف في القوانين العربية، عالم الكتب، مج2،ع4(يناير/فبراير)،1982،ص 652.

الثلاثاء، ٢٩ أبريل ٢٠٠٨

الفهرس العربي الموحد

بمبادرة من مكتبة الملك عبد العزيز العامة وبدعم من خادم الحرمين الشريفين
الفهرس العربي الموحد يحتفل بمرور عام على بدء التشغيل
(75) جامعة ومؤسسة علمية عربية انضمت لعضويته ،و ستصل عدد التسجيلات بنهاية هذا العام إلى المليون


تحتفل مكتبة الملك عبد العزيز العامة و مركز الفهرس العربي الموحد بمرور عام على بدء تشغيل الفهرس في العديد من المكتبات ومراكز المعلومات في أغلب الدول العربية.
تعريف الفهرس العربي الموحد:
الفهرس الموحد دمج جميع الفهارس وفق قوانين وقواعد محددة لتستخدم جميع المكتبات فهرساً واحداً نموذجياً و يكون لكل وعاء معلومات من كتب وأقراص مضغوطة ومواد سمعية وبصرية بطاقة واحدة بها جميع المعلومات أو ما يطلق عليها " تسجيلة"، وهذا يساعد على عدم التكرار أو الازدواجية في المكتبات، هذا فضلاً عن تقليل الهدر المترتب على تكرار الجهد والوقت والمال في عمليات الفهرسة.
و من هنا جاءت فكرة مشروع الفهرس العربي الموحد لكي تختصر سنوات طويلة من هدر الموارد والإمكانات العربية داخل المكتبات بسبب التشرذم والانعزالية والعزوف عن المشاركة في الموارد من خلال مشروعات تعاونية بين المكتبات، وقد تبنت مكتبة الملك عبد العزيز العامة تنفيذ هذا المشروع الطموح بالتعاون والتعاضد مع عدد من المكتبات والهيئات العربية الكبرى ، ويعد أحد البنى التحتية المتطورة لأعمال المكتبات والمعلومات، وهو حصر شامل للنتاج الفكري العربي المنشور وتوثيقه.
وقد كان عدد التسجيلات الببلوجرافية عند انطلاق الخدمة الرسمية للفهرس 310000 تسجيلة وفي خلال سنة من انطلاق الخدمة تضاعف العدد قرابة ثلاث مرات حيث بلغ عدد التسجيلات 841524 تسجيلة ، مما يظهر شدة الإقبال على الفهرس من قبل المكتبات العربية والعالمية ،وحسب التقديرات سيتجاوز عدد التسجيلات المليون تسجيلة بنهاية سنة 2008بإذن الله .
ولم يتوقف العمل عند ذلك بل يقوم الفهرس ببناء خمس قوائم استنادية ، فقد تم في هذه المرحلة : بناء قائمة أسماء الأشخاص التي تحتوي على 156671 اسم شخص قد تم توحيد صياغتها و توحيد مداخلها إضافة لإنشاء عدة إحالات للصيغ غير المعتمدة من قبل مركز الفهرس، وبناء قائمة بأسماء الهيئات والملتقيات وهي تحتوي على 12027 اسم قد تمت معالجتها حسب التقنينات الخاصة بالفهرس العربي الموحد ووفقا لمعايير الفهرسة الآلية،و بناء قائمة بالعناوين الموحدة وأسماء السلاسل وهي تحتوي على 15338 عنوان موحد وسلسلة وهذه أول قائمة عربية تحصر هذا النوع من المداخل الاستنادية ، وبناء قائمة الموضوعات البحتة وقائمة الأسماء الجغرافية وهي تحتوي على 45349 رأس موضوع واسم جغرافي هم حصيلة العمل على قائمة أولية كانت تحتوي على أكثر من 60000 مدخل تم توحيد صياغتها طبقًا لمعايير الفهرس و المعايير العالمية للفهرسة الآلية.
وقد قام المركز منذ مراحله الأولى بترجمة جميع صيغ وقوائم رموز مارك21 ، والعمل على مواءمتها ؛ لتستوعب المتطلبات الخاصة بأوعية المعلومات العربية. حيث بدأ أولاً بترجمة صيغة مارك21 للبيانات الببليوجرافية ، وصيغة مارك21 للبيانات الاستنادية ، وصيغة مارك21 لبيانات التصنيف ، وصيغة مارك21 لبيانات المقتنيات ؛ وذلك نظراً لأهميتها في تيسير تبادل البيانات مع المكتبات ومؤسسات المعلومات الأخرى حول العالم .
وحتى تعم الفائدة للجميع فقد أصدر المركز بالتنسيق مع مكتبة الملك عبد العزيز العامة تلك الصيغ في كتيبات صغيرة ؛ لتكون نواة لإصدارات المركز مستقبلاً.
ومع تلك الإصدارات رأى الفهرس العربي الموحد السعي لإصدار سلسلة من الكتب المؤلفة والمترجمة والدراسات التي تتناول قضايا تنظيم المعلومات وفق ضوابط معينة.
إضافة إلى أنه قد وضعت خطة مستقبلية لطباعة ونشر عدد من الإصدارات ،ومن ضمنها الملفات الاستنادية لأسماء الأشخاص والهيئات ورؤوس الموضوعات والعناوين الموحدة والأسماء الجغرافية.
ومع بدء التشغيل تم توقيع اتفاقية الاشتراك في خدمات الفهرس مع العديد من الجهات المختلفة ففي المملكة العربية السعودية حيث المقر الرسمي للفهرس العربي الموحد ؛ فقد وقع طلب الاشتراك في خدمات الفهرس مع كل من :-
من داخل المملكة العربية السعودية
1. مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض التي تبنت المشروع وأشرفت على تشغيله .
2. جامعة الملك سعود .
3. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض .
4. جامعة الملك عبد العزيز بجده .
5. جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
6. جامعة الملك فيصل بالدمام.
7. جامعة تبوك.
8. جامعة الطائف.
9. جامعة جازان بأبها.
10. جامعة الملك خالد بأبها.
11. جامعة الرياض للبنات.
12. جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالرياض.
13. جامعة القصيم .
14. الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
15. جامعة طيبة بالمدينة المنورة .
16. كلية الملك فيصل الجوية بالرياض.
17. كلية دار الحكمة بجده.
18. المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني مركز التدريب الإلكتروني ومصادر التدريب بالرياض.
19. معهد الإدارة العامة بالرياض .
20. معهد الدراسات الدبلوماسية بالرياض .
21. كلية الملك فهد الأمنية بالرياض .
22. وزارة الاقتصاد والتخطيط بالرياض.
23. مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض.
24. دارة الملك عبد العزيز بالرياض.
25. مكتبة إدارة البحوث والتحليل بهيئة عمليات القوات الجوية بالرياض.
26. الهيئة العامة للطيران المدني بجدة .
27. مجلس الشورى بالرياض.
28. مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالمدينة المنورة.
29. مكتبات أرامكو بالظهران.
30. مؤسسة النقد العربي بالرياض.
31. مدارس عبد الرحمن فقيه النموذجية بمكة المكرمة .
32. مركز مصادر التعلم بمدارس جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قسم البنات بالظهران .
33. مكتبة الشيخ عبدالعزيز بن باز .
34. مكتبة الحرم المكي الشريف .
35. مركز ومدرسة صلاح الصيانة بالطائف .
كما وقع طلب الاشتراك مع عدد من الجهات المختلفة في الدول العربية . ففي دولة الإمارات العربية المتحدة
1. مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي.
2. جامعة الشارقة.
3. مركز الوثائق والبحوث بوزارة شؤون الرئاسة في أبو ظبي.
4. جامعة الإمارات بالعين.
5. جامعة الغرير بدبي.
6. جامعة أبو ظبي بالعين.
في المملكة الأردنية الهاشمية
1. مركز التميز للجامعات الحكومية.
2. جامعة عمان العربية للدراسات العليا في عمان .
3. جامعة جدارا.
4. جامعة الزرقاء الخاصة.
5. جامعة الإسراء الخاصة في عمان.
6. جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا في عمان .
7. جامعة الزيتونة الأردنية .
في مملكة البحرين
1. جامعة الخليج العربي بالمنامة.
في دولة قطر جامعة قطر
1. المجلس الأعلى للقضاء .
2. مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع .
3. مدرسة قطر الثانوية المستقلة للبنات بالدوحة.
في دولة الكويت
1. ديوان المحاسبة .
2. إدارة المصادر التعليمية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بالكويت .
3. الهيئة العامة للتعليم التطبيقي.
4. جامعة الكويت.
في الجمهورية اللبنانية الجامعة الإسلامية في بيروت . مكتبة المنى في مؤسسة الصفدي بطرابلس.وفي الجمهورية اليمنية ،مركز الفنار للتدريب والتنمية البشرية بتعز. وفي جمهورية السودان المكتبة الوطنية السودانية بالخرطوم ، وجامعة الجزيرة بودمدني , وجامعة إفريقيا العالمية من السودان , وجامعة الرباط الوطني ، وفي الجمهورية الجزائرية جامعة الجزائر , والمكتبة الوطنية الجزائرية، وفي المملكة المغربية مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء،وجامعة الحسن الثاني (عين الشق) بالمحمدية، وفي فلسطين جامعة بيرزيت بالضفة الغربية، وجامعة النجاح الوطنية بنابلس , وجامعة القدس المفتوحة ، وفي الجمهورية العراقية الجامعة التكنولوجية ببغداد ,وجامعة بغداد , وفي جمهورية تونس جامعة تونس , ومن الجمهورية العربية السورية جامعة البعث .
وقد حرص مركز الفهرس العربي الموحد على أن يصل صوته للجميع من خلال نشاطه الإعلامي المتمثل بإصدار الأدلة والنشرات التعريفية إضافة إلى توثيق نشاطه البحثي بعدد من الإصدارات الورقية والإلكترونية ، ومن ذلك " نشرة التسجيلة" التي تهدف إلى التعريف بالمشروع ، وشرح أهدافه والمراحل التي تم إنجازها . وقد صدر العدد الأول منها في شهر ذي القعدة 1425هـ , ووزع على جميع المكتبات ومراكز المعلومات في المملكة والوطن العربي، وقد شرع المركز في دراسة إمكانية إصدار مجلة علمية محكمة ( ورقية وإلكترونية ) تعنى بقضايا تنظيم المعلومات والمكتبات الإلكترونية ونظم إدارة المكتبات ، و يسعى المركز إلى أن تكون متميزة ومتخصصة في مجال النظم الآلية لإدارة المكتبات ، و المكتبات الرقمية ، و نظم المعلومات.
ويقوم المركز بعقد العديد من الدورات التدريبية لتعريف منسوبي المكتبات المشاركة بالفهرس بطريقة التشغيل والخدمات التي يقدمها ؛ حيث أقام (25) دورة تدريبية لـ (180) متدرب من منسوبي الجهات المشاركة في عضوية الفهرس وأقيمت الدورات في كل من الرياض , وجدة , والأردن.
و لنشر الوعي وحاجة المكتبات داخل المملكة و خارجها للفهرس العربي الموحد ( الفهرسة التعاونية ) قام المركز بزيارة العديد من الجهات و قدم عرضًا حيًا لخدماته و ما تم تحقيقه ، و أوضح كيفية التحاق المكتبات الجديدة به ، وقد زار المركز 22 جهة داخل المملكة و 29 جهة خارجها في الإمارات و الكويت و مصر و الأردن.
وكان للفهرس العربي الموحد تواجد في كثير من الندوات والمؤتمرات ؛ وقد حقق حضوراً متميزاً في مؤتمر الإفلا الثالث والسبعين والذي عقد في مدينة دوربان بجنوب أفريقيا، في الفترة من 19-23 أغسطس 2007م، و المؤتمر الثامن عشر للاتحاد العربي للمكتبات و المعلومات الذي عقد في جدة في 7/10/1428 .
و قد نصت التوصيات في اللقاءات العربية للمكتبات والمعلومات التي حضرها المركز في الجزائر و مسقط و جدة على دعم الفهرس العربي الموحد الذي بدأته مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض .

الاثنين، ٢٨ أبريل ٢٠٠٨

الأوعية الرقمية : بين الإعداد الفني والاستخدام الفعلي

الأوعية الرقمية
بين الإعداد الفني والاستخدام الفعلي


الدكتور طلال ناظم الزهيري
قسم المعلومات
الجامعة المستنصرية


المستخلص
يناقش البحث المشكلات التي ظهرت مع تجربة تحويل الرسائل الجامعية المنجزة في الجامعات العراقية إلى الصيغة الرقمية بعد تسجيلها على الأقراص الرقمية، ضمن المفهوم الأوسع للأوعية الرقمية التي أخذت تحتل نسبة مهمة مقارنة مع الأوعية الورقية في المكتبات . حيث تطرق البحث إلى أهم العوامل التي أسهمت في موجبات التحول إلى النشر الرقمي للمعلومات وآفاقه المستقبلية. وعرض البحث بالتفصيل المشكلات التي رافقت هذه التجربة محليا ، وقدم مجموعة من المقترحات التي تهدف إلى تحقيق إفادة اكبر من هذه الأوعية في مراحل التنضيد والتخزين والإعداد.











أولاً . المقدمة .
شكل اختراع الحروف الطباعية المتحركة انعطافا تاريخيا مهما ، وأسهم بشكل فاعل في إحداث ثورة كبيرة بمجال نشر المعرفة البشرية بمجالاتها المختلفة ، وأدى إلى تضخم كبير في حجم النتاج الفكري العالمي ، الذي كان من ابرز سمات المرحلة التي أعقبت هذا الحدث، ولقد أدت المكتبات بوصفها المؤسسات المعنية في جمع وتحليل وإعداد النتاج الفكري المنشور وإتاحة استخدامه من قبل شرائح المجتمع المتباينة دورا مهما في السيطرة على هذا الكم الهائل من المطبوعات . وفي منتصف القرن العشرين ظهرت تقنيات جديدة لنشر المعرفة، تعتمد بشكل مباشر على أجهزة الحواسيب بعد أن سبقتها إلى ساحة التداول المعرفي تقنيات المصغرات الفيلمية(المايكروفورم)، التي سرعان ما انحسر دورها كوعاء من أوعية نقل المعلومات مقابل التزايد المستمر لأوعية نقل المعلومات الرقمية، خاصة بعد ظهور تقنيات الخزن الضوئي. حيث كان هناك تزايد ملحوظ في استخدام الأقراص الليزرية والممغنطة وعاءً جديداً في نشر وتوزيع النتاج الفكري . ونظرة موضوعية إلى مستقبل مؤسسات المعلومات والمكتبات ستكشف عن تنامي دور هذا النوع من الأوعية ، والتي يتوقع لها أن تشكل نسبة كبيرة من مقتنيات هذه المؤسسات ، وعليه لابد من الاستعداد مبكرا إلى دراسة أساليب جديدة للإعداد الفني لضمان تيسير الاستخدام والإفادة الكاملة ، وهو الأمر الذي يحاول البحث مناقشته من خلال الإطار الآتي:

1. المشكلة
يمكن تحديد المشكلة بالتساؤلات الآتية :
أ‌. إلى أي مدى يمكن الاعتماد على أدوات الوصف المادي والتحليل الموضوعي المستخدمة مع أوعية نقل المعلومات الورقية في السيطرة على الأوعية الرقمية وتيسير سبل إتاحتها إلى المستفيدين .؟ وهل هناك حاجة فعلية إلى ابتكار أدوات جديدة للتعامل مع هذه الأوعية.؟
ب‌. هل الطبيعة المادية للأوعية الرقمية تسمح في إعطاء المستفيدين إمكانية مباشرة للتعرف على المحتوى الفعلي للمعلومات .؟ وهل يتمكن المستفيد من الوصول إلى قرار مناسب بشأن ملاءمة او عدم ملاءمة المصدر قبل الاستخدام الفعلي.؟
ت‌. إلى أي مدى يمكن الاعتماد على موثوقية المعلومات المسجلة في الأوعية الرقمية.؟ وكيف يتم الاستشهاد المرجعي بها في حال استخدامها مصدراً للمعلومات.؟

2. الهدف
يهدف البحث إلى تقديم مقترحات عملية لاعتماد أساليب جديدة في التحكم بأوعية نقل المعلومات الرقمية. ودراسة جدوى الاستفادة من الأدوات المستخدمة في المكتبات والمخصصة للمعالجة الفنية للأوعية الورقية. لتيسير سبل إتاحة المعلومات للمستفيدين بالسهولة التي تحقق الإفادة الكاملة.
3. الحدود
الأقراص الرقمية المدمجة التي تتمتع بصفة الاستقلالية المادية ، ولا ترتبط بوعاء ورقي سواء من الناحية التوضيحية او التكميلية.

ثانياً : استخدام التقنيات الرقمية في نشر المعلومات
لسنوات طويلة مرت كانت مؤسسات المعلومات عموما والمكتبات على وجه الخصوص تعمل بجد على بناء مجموعاتها و أغناء مخازنها بالكتب والدوريات والمطبوعات الورقية الأخرى، يدفعها في ذلك سعيها المتواصل لإشباع حاجات شريحة واسعة من المستخدمين سواء كانوا باحثين أم طلبة أم مثقفين ..الخ. لكن هذه المؤسسات وبسبب الطبيعة المادية للمطبوعات الورقية وجدت نفسها بحاجة مستمرة إلى توسيع بناياتها لاستيعاب كل ما ينشر. ومع مرور الوقت اضطرت العديد منها إلى استحداث بنايات جديدة أو استغلال الفضاءآت الملحقة بها بالشكل الذي انعكس سلبا على المواصفات الهندسية لبناياتها . مقابل هذه المشكلة كانت مؤسسات النشر أيضا تعاني من الكلفة العالية لمتطلبات النشر والطباعة، اللازمة لتوفير المعدات والمواد الأولية والأيادي العاملة لتنضيد وطباعة ونشر كم هائل من المطبوعات، وأصبح تأخير الصدور سمة مشتركة تجمع العديد من دور النشر خاصة في الدول النامية كون معظمها لا تمتلك الإمكانيات المادية الكبيرة لتوفير المستلزمات الضرورية لإنجاز العمل بالسرعة المطلوبة. وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار الحاجة المتزايدة للباحثين للحصول على المعلومات بسرعة لمواكبة التطورات الجارية في مجالات تخصصهم. نستنتج الأسباب التي دفعت هذه المؤسسات إلى التفكير في اعتماد أساليب جديدة واستحداث تقنيات متطورة لخفض الكلفة إلى أدنى حد ممكن، مع الحفاظ قدر الإمكان على الخصائص الفنية والموضوعية لأوعية نقل المعلومات. ويمكن إيجاز مبررات التحول إلى النشر الرقمي إلى مجموعة من العوامل الآتية، مع التأكيد على أن هذا التحول لم يزل تدريجي وما تزال المطبوعات الورقية هي الأكثر مقابل تنامي ملحوظ في النشر الرقمي.
1. تقادم المعلومات
كان للنشاط الكبير في مجال بث الحقائق العلمية الذي أعقب نهاية الحرب العالمية الثانية دور كبير في تضخم النتاج الفكري العالمي . حيث كان لنهاية مرحلة السياسات الاستعمارية واستقرار الأنظمة السياسية في العديد من دول العالم عامل مؤثر في كسر احتكار الدول المتقدمة للعلم والعلماء، ولم يعد النتاج الفكري حكرا على دولة أو رقعة جغرافية محددة ، مما ساعد على نشر وبث كميات هائلة من المعلومات التي وجد معظمها طريقه إلى ميدان النشر وبلغات العالم المختلفة. هذا الوضع أدى إلى تنامي المعلومات بشكل خطير جداً ، وخير معبر عن ذلك تداول مصطلح "انفجار المعلومات" Information Explosion . ليصف بدقة الوضع القائم. وهذه المشكلة يمكن النظر إليها من جانبين أحداهما زيادة كبيرة في عدد المطبوعات ، الذي اثر على مؤسسات المعلومات بالطريقة التي ذكرناها سابقاً. والجانب الثاني وهو الأهم في تقدير الباحث يتمثل في سرعة تقادم المعلومات، العلمية منها على وجه الخصوص ، والمقصود بالتقادم هنا ظهور حقائق جديدة لتكمل الحقائق المعروفة سابقاً أو تناقضها جزئيا أم كلياً. وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار متطلبات البحث العلمي ، والحاجة الملحة لمواكبة التطورات العلمية في الاختصاصات المختلفة. سنجد إن النشاط البحثي لمعظم الباحثين تركز في الدوريات سواء من كان منهم منتجاً للمعلومات أم مستخدماً لها ، بعد إن كان الكتاب هو المصدر الأهم. وذلك لاعتبارات سرعة الصدور مقارنة مع الكتاب. إلا إن الدوريات أصبحت بعد مدة قصيرة مشكلة بحد ذاتها بعد إن كانت حلاً ، بسبب كلفة الاشتراك العالية نسبيا والتي أثقلت كاهل ميزانية المكتبات عموماً، ولصعوبة تحليل مضامين الكم الهائل من المعلومات بالطريقة التي تحقق الإفادة الكاملة منها. لهذا وجدت معظم المؤسسات ضالتها في معدات وأساليب النشر الرقمي لتكون حلاً، والذي قد يكون بدوره مؤقتا للمشكلة.
2. تطور تكنولوجيا المعلومات
هناك ثلاث مؤشرات أساسية حصلت في مكونات تكنولوجيا المعلومات. وخاصة في الأجزاء المادية للحواسيب (العتاد) وبرامج الحاسوب، ونظم الاتصال. ففي جانب الأجزاء المادية للحواسب تعاظمت القدرة على التصغير المتناهي للعناصر الالكترونية من الصمامات المفرغة إلى الدوائر الالكترونية المتكاملة ذات الكثافة العالية، الأمر الذي انعكس على وحدة البناء الأساسية، وبالتالي تقلص حجم الحواسيب، وتحققت زيادة هائلة في سرعة معالجة البيانات لتصبح من آلاف العمليات الحسابية في الثانية الواحدة إلى بلايين العمليات الحسابية في الثانية. أما تطور البرامجيات فلقد كان مساره باتجاه التحول من معالجة البيانات لغرض إنجاز العمليات الحسابية، إلى معالجة المعلومات، ليتجاوز الحاسوب بذلك العمليات الحسابية البسيطة المرتبطة بالبيانات الخام، إلى قدرة جديدة يحدد من خلالها العلاقات بين البيانات وبالتالي أصبح قادراً على استخلاص المعلومات المنتقاة على شكل مؤشرات وتحليلات إحصائية. ثم ارتقى الحاسوب ليصبح آلة قادرة على تحديد الفروق الجوهرية بين البيانات والمعلومات من جانب، والمعلومات والمعارف من جانب أخر، بمعنى الانتقال في نتائج المعالجة من البيانات التفصيلية، إلى المعلومات الإجمالية المستخلصة. أما في مجال الاتصالات فقد حدثت نقلة نوعية في استخدام الألياف الضوئية الدقيقة وذات السعة الكبيرة لنقل البيانات لتحل محل أسلاك النحاس التي يزيد سمكها مئات الآلاف من المرات. حيث يتوقع إن تساعد الألياف الضوئية هذه على بناء شبكات اتصال تصل سرعة تدفق البيانات عبرها إلى بليون نبضة في الثانية، وهذه السرعة كافية لنقل ما يقارب مائه ألف صفحة من البيانات في الثانية الواحدة. ويمكن إيجاز أهم هذه التطورات من خلال الشكل رقم (1).
الحاسوب الضخم
Mainframe
الحاسوب الصغير
Mini-Computer
الحاسوب المصغر
Micro-Computer
الانترنت
Netwark
الواقع الافتراضي
سلم تطور العتاد
معالجة البيانات
معالجة المعلومات
معالجة المعارف
سلم تطور البرامجيات
أسلاك النحاس
الألياف الضوئية
تطور نظم الاتصال








ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2000 1990 1980 1970 1960 1950
الشكل(1) مراحل تطور تكنولوجيا المعلومات([1])


3. تقنيات الخزن الرقمي
الطبيعة المتطايرة لذاكرة الحاسوب الرئيسة Random Access Memory (RAM) وفقدانها للبيانات المسجلة عليها بعد انفصال مصدر الطاقة الكهربائية عنها ، دفع الشركات المصنعة إلى التفكير بوسائط خزن أضافية لتكون ذاكرة مساندة أو خارجية، لها القدرة على الاحتفاظ بالبيانات حتى بعد انفصال مصدر الطاقة، مع ما توفره من إمكانية لتناقل البيانات بين الحواسيب، وتطورت هذه الوسائط بشكل متزامن مع تطورات الحواسيب عبر أجيالها المختلفة إلى الوقت الراهن، حيث استخدمت وسائط الخزن الورقية (بطاقات مثقبة و أشرطة ورقية مثقبة) في الجيل الأول ، ثم استخدمت الأشرطة الممغنطة في الجيل الثاني ، التي طورت إلى الأقراص الممغنطة في الجيل الثالث ، ثم الأقراص الضوئية (الرقمية) في الجيل الرابع ، والنوع الأخير من هذه الوسائط هو ما يهمنا لأغراض هذا البحث. كونها ساعدت للمرة الأولى على تخزين كمية كبيرة من البيانات بسبب قدرتها التخزينية العالية، التي تصل بحدود (700) ميغابايت للشائع منها، وهذه القدرة شجعت على استثمارها في تحويل المعلومات المنشورة ورقيا وإعادة توزيعها بشكل رقمي، حيث ركزت التطبيقات المبكرة لهذا التحول على الأعمال الموسوعية الضخمة والتي كانت مكلفة من الناحية المادية. ولقد مرت الأقراص الضوئية بمراحل تطور مختلفة كان الهدف منها زيادة قدرتها التخزينية . وفيما يأتي ندرج أهم أنواعها والخصائص الفنية لها:
أ‌. القرص الرقمي (CD-ROM) Compact Disk Read Only Memory
يستخدم لأغراض تخزين وقراءة المعلومات النصية والصوتية والفديوية بتقنية التسجيل الرقمي بالاعتماد على أشعة الليزر. النوع الشائع هو القرص المدمج الذي تصل قدرته التخزينية إلى (650) ميغابايت ، ويعد هذا النوع وسط خزني مناسب للأعمال الموسوعية والكتب المرجعية وتوزيعات الوسائط المتعدد. يسمح القرص المدمج CD-ROM بتسجيل المعلومات لمرة واحدة وإعادة القراءة لمرات عديدة.

ب‌. القرص الرقمي Compact Disk – Rewritable (CD-RW)
هو قرص رقمي قابل لإعادة التسجيل بالاعتماد على تقنية الليزر، وهذه الخاصية تساعد على استخدامه لعدة مرات ، ويعد وسط خزني مناسب لحفظ كميات كبيرة من المعلومات النصية، ويستخدم في تسجيل الأعمال ذات الوسائط المتعددة، ولأغراض النشر المكتبي.
ت‌. القرص الرقمي متعدد الأغراض Digital Versatile Disk(DVD)
يتميز هذا النوع بقدرة تخزينية عالية جدا تصل للشائع منه إلى (4.7) كيكابايت، بسبب أمكانية الاستفادة من الوجهين لأغراض تسجيل المعلومات باستخدام تقنية الليزر. ويتوقع لهذا النوع الانتشار السريع على حساب الأنواع الأخرى ، حيث يعد وسط خزني مناسب لتسجيل المعلومات السمع- مرئية وبمواصفات عالية الجودة. وظهر هذا النوع بمواصفات فنية مختلفة وتم تسويقه بثلاث أنواع :
- قرص رقمي متعدد الأغراض للقراءة فقط . Digital versatile disk read only memory. بطاقة استيعابية تصل إلى (5- 10) GB.
- قرص رقمي متعدد الأغراض قبل للتسجيل Digital versatile disk-recordable .
- قرص رقمي متعدد الأغراض قابل لإعادة التسجيل. Digital versatile disk-rewritable

ثالثاً : الإعداد الفني للأوعية الورقية
كانت الأوعية الورقية ولا زالت في المكتبات عموماً تشكل النسبة الأكبر بين الأنواع الأخرى من الأوعية ، بالرغم من وجود تفاوت نسبي بين المكتبات في الدول المتقدمة باعتمادها على التقنيات الرقمية في خزن المعلومات، حسب نوع وتخصص وارتباط هذه المكتبات. ولأغراض الإعداد الفني للأوعية الورقية اعتادت المكتبات الاعتماد على بعض الأدوات الفنية، مثل قواعد الفهرسة ، وجداول التصنيف ، وقوائم رؤوس الموضوعات، بغض النظر عن التباين النسبي بين تفضيل بعض المكتبات لنوع محدد من هذه الأدوات على غيرها ، إلا أن هذه الأدوات تشترك عموما لتحقيق ذات الأهداف الموضوعة لأجلها، والتي يمكن إيجازها بالآتي:
1. الفهرسة الوصفية
التي يقصد منها تحديد المواصفات المادية للوعاء والمعلومات الببليوغرافية ، واختيار المداخل الرئيسة له، وتسجيلها في بطاقة بأبعاد قياسية موحدة . والتي يتم ترتيبها في الفهرس البطاقي العام للمكتبة بعد استكمال الإجراءات الفنية الأخرى. وأهم الأدوات المستخدمة لإنجاز هذا العمل ، قواعد الفهرسة الانكلو- أمركية. والتقنين الدولي للوصف الببليوغرافي.


2. الفهرسة الموضوعية
التي يقصد منها اختيار رؤوس الموضوعات المناسبة لكل وعاء اعتماد على المحتوى الموضوعي له، للاستفادة منها لاحقا مداخل بحثية تجمع الأوعية المختلفة تحت رأس موضوع معين ليتمكن المستفيد من الوصول السريع لها، بغض النظر عن تشتتها لاعتبارات المداخل الرئيسة. وأهم الأدوات المستخدمة لهذا الغرض هي قوائم رؤوس الموضوعات التي قد تختلف لاعتبارات اللغة وتتشابه بالهدف العام لها.
3. التصنيف
وهو العملية التي تخدم إجراءات الترتيب المنطقي للأوعية في المخازن المخصص لها لتيسير عملية استرجاعها بالاعتماد على نظام رمزي معين تحدده خطة التصنيف المستخدمة. ويعد نظام تصنيف ديوي العشري ونظام تصنيف مكتبة الكونكرس الأمريكية الأوسع انتشارا في المكتبات العالمية لتحقيق هذا الغرض إلى جانب جداول رقم التخصيص الخاص بأسماء المؤلفين.
ويمكن إجمال هذه الإجراءات بإنتاج تمثيل بطاقي يتضمن المعلومات الببليوغرافية لكل وعاء موجود ضمن مقتنيات المكتبة، والتي يتمكن المستفيد من خلالها التعرف على الموجود الفعلي، إلى جانب استخدام معلومات البطاقة لأغراض استرجاع الوعاء من الرف الموجود فيه بالسرعة الممكنة خاصة عندما تعتمد المكتبة على نظام الرف المغلق.
رابعاًً : الإعداد الفني للأوعية الرقمية
بدأ التفكير الجدي بمشكلة الأعداد الفني للأوعية الرقمية في المكتبة المركزية للجامعة المستنصرية بعد تزايد أعداد الأقراص المدمجة التي استخدمت لتسجيل محتوى الرسائل الجامعية التي تنجز في الجامعات العراقية ، عندما ألزمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية الطلبة بتزويد المكتبات الجامعية بنسخة من رسائلهم على شكل قرص مدمج. والسؤال المطروح الآن هو هل نعمل على إجراء إعداد فني للرسائل المسجلة على القرص المدمج بذات الطريقة التي نتبعها في إعدادها لو كانت على شكل ورقي .؟ وهل سيحقق الأسلوب التقليدي المنفعة نفسها للطالب.؟ أم هناك حاجة لاستخدام أسلوب مختلف.؟
والجدير بالذكر أن التفكير بحل يجب أن لا يقف عند حد معالجة مشكلة آنية ارتبطت بظهور مفاجئ لعدد كبير من الأقراص المدمجة لتحتل نسبة 10% على مدى زمن قصير مقارنة ما يتوفر لدينا من نسخة ورقية بلغ عددها (10000) تقريباً. فلقد تولدت لدينا قناعة أن مستقبل النشر الرقمي يوعد بتزايد هذا النوع من الأوعية، التي ستحتل عاجلاً أم آجلا نسبة كبيرة من مقتنيات المكتبة سواء خصصت للكتب أم الدوريات أم الرسائل الجامعية أو أي نوع أخر . وقبل وضع حل لهذه المشكلة كان لابد من تحديد أبعادها أولاً، حيث قسمناها وبعد الفحص المباشر لمجموعة كبيرة من الأقراص المدمجة التي كانت تستلمها المكتبة المركزية والخاصة بالرسائل الجامعية المنجزة في الجامعات العراقية إلى مجموعة من المشكلات التي سيكون لها تأثير مباشر على إجراءات الإعداد الفني في المكتبة والاستخدام الفعلي من قبل المستفيدين وكالآتي:
1. مشكلة التنضيد.
سهلت تطبيقات النشر المكتبي وبرامج معالجة النصوص على الطالب الكثير من المعاناة التي كان يواجهها في طباعة رسالته باستخدام الطابعات اليدوية (الآلة الكاتبة)، ويعد نظام Microsoft Word في مقدمة برامج معالجة النصوص المستخدم، لما يوفره من مرونة عالية في التحكم بالنص وسهولة الاستخدام وقدرة على التحاور مع تطبيقات نظام التشغيل Windows الأخرى ضمن مجموعة Microsoft Office . لكن هذه المرونة العالية وبسبب عدم امتثال معظم الطلبة للمواصفات الفنية في أعداد الرسالة وكذلك استغلال المنضدين لجهل بعض الطلبة في أساليب التنضيد وحرصهم على زيادة عدد صفحات الرسالة لرفع الكلفة أدى إلى :
أ‌. تباين كبير في نوع وحجم الحرف المستخدم في بناء النص.
ب‌. فصل البيانات النصية عن البيانات الرقمية والإحصائية عند استخدام برنامج Microsoft Excel او غيره من التطبيقات بملفات مستقلة ويتم تجميعها فقط لأغراض الطباعة.
ت‌. استخدام إصدارات مختلفة لنظام Microsoft Office بدأً من إصدار 1995 إلى 2000 XP .
2. مشكلة التخزين.
ترتبط هذه المشكلة بالطريقة التي يتم فيها نقل الرسالة بكامل محتواها من القرص الصلب الموجود في الحاسوب الذي استخدم للتنضيد إلى القرص المدمج. حيث لاحظنا الآتي :
أ‌. في معظم الأحيان لا يتوفر في الحاسوب المستخدم في عملية التنضيد مشغل أقراص مدمجة خاص بعملية التسجيل writable لذا يتطلب نقلها باستخدام الأقراص المرنة من حاسوب إلى أخر ، وهذه العملية قد تصاحبها في حال عدم توفر برامج مضادة للفيروسات(Antivirus) حديثة في الحاسوب المستقبل إلى انتقال فيروسات من نوع معين ، والتي سيتم نقلها إلى القرص المدمج عند التسجيل وبشكل يستحيل معه لاحقا التخلص منها.
ب‌. تواصلا مع السبب السابق نفسه وللقدرة الخزنية المحدودة للقرص المرن التي تصل للشائع منها 1.44MB ، يتم أحيانا تجزأت محتوى الرسالة النصي على مجموعة من الملفات او على مجموعة من الأقراص ، وفي حالة عدم حرص الطالب او الشخص المكلف بالعملية على إعادة تكوينها قبل النقل إلى القرص المدمج ، سيؤدي ذلك إلى فقدان الرسالة إلى التسلسل المنطقي لمحتوياتها. وبالتالي صعوبة استطلاع محتوياتها عند الاستخدام بالشكل الذي يحقق الإفادة.
ت‌. يلجأ معظم الطلبة إلى كتابة المعلومات الببليوغرافية الخاصة بالرسالة على سطح القرص وبطريقة غير نظامية وفي الغالب يحفظ داخل غلاف شفاف من (النايلون) مما يؤدي إلى سرعة تلف القرص وصعوبة خزنه بالطريقة التي تيسر عملية استرجاعه.
ث‌. يلجا البعض إلى استخدام أسلوب ضغط البيانات لتقليص المساحة الخزنية باستخدام البرامج المخصصة للضغط مثل برنامج (ZIP) . مما يؤدي إلى ضرورة وجود هذا البرنامج في الحاسوب الذي يستخدمه المستفيد لأغراض الاستطلاع.
ج‌. يختار الطلبة أحياناً ولأغراض ضغط التكاليف نوعية أقراص رديئة مما يؤدي إلى سرعة تلفها او تعذر الوصول إلى كامل النص المخزن فيها.
3. مشكلة الإعداد
اكتسب العاملون في قسم الإجراءات الفنية خبرة جيدة في التعامل مع الأنواع المختلفة لأوعية المعلومات الورقية، لكن الدخول المفاجئ للأقراص المدمجة وعاءً رقميا للمعلومات وضع الكثير منهم في حيرة البحث عن الطريقة الأمثل لفهرسة وتصنيف هذا النوع ، وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار الظروف التي يمر بها البلد وصعوبة التواصل مع المكتبات الجامعية في الدول العربية والعالمية للاستفادة من خبرتهم في هذا المجال ، نجد أن الحل يجب أن نقرره بأنفسنا. ويمكن تحديد أبعاد مشكلة الإعداد الفني للقرص الرقمي بالآتي :
أ‌. المعلومات التي يدرجها الطالب عن الرسالة في الغالب غير كافية لأغراض الوصف، لذا يترتب على الشخص المكلف بالأعداد تشغيل القرص، ومن ثم الحصول على المعلومات المطلوبة ، وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار المشكلات سابقة الذكر والمرتبطة بعملية التخزين إلى جانب ضعف خبرة العاملين في الإجراءات الفنية بالحاسوب ، يمكن أن نصل إلى واحدة من هذه النتائج : الاكتفاء بالمعلومات التي أدرجها الطالب على غلاف القرص ، وهي في معظم الأحيان غير مكتملة ولا يمكن الاعتماد عليها بشكل كلي. او تحمل معاناة التشغيل وما يترتب على ذلك من تأخير الأعداد لمدة أطول من المعتاد .
ب‌. بناء رقم تصنيف خاص بالاطاريح يتطلب مهارة خاصة من المصنف وخبرة جيدة في الحالات الاعتيادية لخصوصية التركيب الدقيق لموضوع الاطاريح ، وبالتأكيد أن هذه المشكلة ستزداد مع الأقراص الرقمية.
ت‌. يواجه العاملون في الإجراءات الفنية مشكلة في اختيار الموقع المناسب لتثبيت الرقم التسلسلي ورقم التصنيف ، بسبب حفظ معظم الأقراص المستلمة في اغلفة شفافة ، وفي حالة توفر غطاء بلاستيكي لها ، لا يكون بأحجام موحدة .
ث‌. ما زال قسم الاطاريح في المكتبة المركزية للجامعة المستنصرية يواجه مشكلة في تحديد الطريقة المثلى لحفظ الأقراص، لعدم توفر أدراج حفظ خاصة لهذه الأقراص . فضلا عن وجود اختلافات في شكل وحجم الاغلفة الحافظة لها، والتي تخدم عملية ترتيب الأقراص بتسلسل منطقي يسهل عملية الوصول إليها من قبل الطلبة والعاملين.
خامساًً : الاستخدام الفعلي للأوعية الرقمية
كان الهدف من تزويد المكتبات بنسخة من الرسالة مسجلة على قرص مدمج مرتبط بتعميم الفائدة على المكتبات الجامعية كافة، بعد أن تعذر على الطالب أعداد نسخ ورقية بالعدد الذي يمكن من خلاله شمولها جميعا، وذلك بسبب الكلفة العالية التي يمكن أن تترتب على الطالب. وعليه ستحصل معظم المكتبات على نسخة من الرسالة مسجلة على قرص مدمج فقط وبدون مقابلها الورقي، ورغم أهمية هذه العملية إلا أن استخدامها من قبل الطلبة للإفادة منها لأغراض بحثية ارتبطت بمشكلات عديدة من أهمها:
1. القرص الرقمي المستخدم لتسجيل محتوى الرسالة ، لا يُمكن المستفيد من الوصول إلى قرار مسبق بملاءمة المحتوى ، بشكل يوازي ما يمكن أن يحصل عليه باستخدام النسخ الورقية.
2. شرط توفر الحاسوب لتشغيل القرص يحرم العديد من المستفيدين الذين لا يملكون حاسوب شخصي من استخدام الرسائل المسجلة على الأقراص ، او حتى التفكير بالإطلاع عليها.
3. يواجه معظم المستفيدين مشكلات متنوعة في تشغيل الأقراص المدمجة، لاستطلاع محتوى الرسائل التي هم بحاجة إلى استخدامها. وبالرغم من التباين النسبي في صعوبة او نوع المشكلة التي قد تختلف من مستفيد إلى أخر . إلا أن ما تم التعرف عليه من خلال التواصل المباشر والمستمر مع المستفيدين يمكن تحديده بالآتي :
أ‌. استخدام الطالب إصدار نظام WORD معين في تنضيد رسالته قد يختلف بمستوى (أعلى او أدنى ) عن الإصدار الموجود في حاسوب المستفيد .
ب‌. استخدام بعض الكائنات الرسومية المتطورة التي قد لا تتوفر في حاسوب المستفيد.
ت‌. يستخدم بعض الطلبة مسميات رمزية لملفات فصول الرسالة بالطريقة التي تعيق الاستطلاع التسلسلي للرسالة وتتطلب عملية غلق وفتح ملفات متعددة أثناء البحث عن المعلومات المطلوبة.
ث‌. إصابة ملفات الرسالة بفيروس معين يشكل خطر مستمر على حواسيب المستفيدين خاصة إذا ما علمنا استحالة القضاء على الفيروسات المسجلة على الأقراص المدمجة.
4. وفيما يخص الاستخدام الفعلي لمضامين الرسالة لأغراض بحثية ، يواجه معظم المستفيدين مشكلات ترتبط بموثوقية المعلومات ومصداقية الاستشهاد المرجعي للأسباب الآتية :
أ‌. قد يختلف ترقيم الرسالة ذاتها بين النسخة الورقية والنسخة المسجلة على القرص المدمج. بسب تغير إعداد الصفحة أو حركة النص التلقائية التي غالبا ما تحصل في نظام Microsoft Word.
ب‌. عدد كبير من الطلبة يجري تعديلات يدوية على رسالته بنسختها الورقية بعد المناقشة ، ولا يحرص على إجراء التعديلات نفسها على النسخة المخزنة في الحاسوب قبل تسجيلها على القرص المدمج. مع الأخذ بنظر الاعتبار أن النسخة على القرص المدمج قد تكون الوحيدة المتاحة للمستفيد.
سادساً : المقترحات
في ضوء ما تقدم يتقدم الباحث بمجموعة من المقترحات التي يعتقد إنها ستؤدي إلى تحقيق مرونة أكبر في التعامل مع الرسائل الجامعية المسجلة على الأقراص الرقمية ، وبما يعود بالنفع على المستفيد.
1. حل مشكلات التنضيد.
بعد التعرف على المشكلات التي تصاحب عملية التنضيد ومن أجل بناء نموذج نصي متماثل للرسائل الجامعية يقترح البحث إعداد استمارة معلومات موحدة تعتمد في مديريات البحث والتطوير في الجامعات العراقية أو مديريات التسجيل في الكليات، تسلم للطالب، وتتضمن الاعتبارات الأساسية التي يلزم بالأخذ بها عند تنضيد رسالته . وفيما يلي نموذج مقترح لهذه الاستمارة.

المواصفات
حجم الحرف
نوع الحرف
نمط الحرف
تباعد الأسطر
عدد الأسطر
عنوان الرسالة (ع)
20
Arabic Transparent
اسود عريض
مزدوج
-
عنوان الرسالة(E)
18
Times New Roman
اسود عريض
مزدوج

العناوين الرئيسة(ع)
18
Arabic Transparent
اسود عريض
سطر ونصف

العناوين الرئيسة(E)
16
Times New Roman
عادي
سطر ونصف

العناوين الثانوية(ع)
16
Arabic Transparent
اسود عريض
سطر ونصف

العناوين الثانوية(E)
4
Times New Roman
عادي
سطر ونصف

النص(ع)
14
Arabic Transparent
عادي
سطر ونصف
28 في الصفحة
النص(E)
12
Times New Roman
عادي
سطر ونصف
24 سطر في الصفحة
الهوامش(ع)
12
Arabic Transparent
عادي
منفرد

الهوامش(E)
12
Times New Roman
عادي
منفرد


تمثل هذه الاستمارة نموذج غير ملزم للجهات المعنية، وبالامكان اقتراح إي نموذج بديل بشرط توحيد المواصفات واعتبارها ملزمة للطالب حتى إذا دعت الحاجة إلى عرض الرسالة على جهة متخصصة للتحقق من مطابقتها للمواصفات. وفائدة هذا التوحيد ستنعكس على أي مشروع مستقبلي لبناء نظام استرجاع معلومات الآلي للسيطرة على الرسائل المنجزة في الجامعات العراقية.
وفي ما يخص مشكلة استخدام إصدارات مختلفة لنظام Word نقترح إن يحرص الطالب على استخدام الشائع منها ، ويفضل إن لا يسارع إلى استخدام الإصدار الأحدث ، حيث إن تحويل البيانات النصية من إصدار word 97 إلى word 2000على سبيل المثال، لا يحدث ضرر في المحتوى النصي ، في الوقت الذي يصعب استقبال بيانات من إصدار word 2000 إلى إصدار word 97 دون إن يحدث هذا التحول ضرر في البيانات النصية والرسومية منها خاصة.



2. حل مشكلات التخزين.
إجراءات تخزين الرسالة على القرص الرقمي يجب أن تأخذ بنظر الاعتبار التسلسل المنطقي لمحتوياتها ، مع توفير مرونة عالية للانتقال بين فصولها عند إجراء عملية الاستطلاع من قبل المستفيد. ولتحقيق هذا الهدف يقترح البحث تنفيذ الإجراءات التالية.
أ‌. تجيع ملفات الرسالة في ملف واحد يحمل اسم الطالب الذي أعدها او عنوانها كاملا ام مقتصراً، ويراعا في هذا الملف التسلسل المنطقي لمحتوى الرسالة الذي يمتد عادة من صفحة العنوان إلى قائمة المصادر. وهذا الإجراء سهل جدا في نظام Word ويمكن تنفيذه بالطريقة الآتية :
- فتح الملف الذي يحتوي على بداية الرسالة أولا.ثم فتح الملف الذي يحتوي على الجزء الذي يليه، ثم اختيار مطلب "تحديد الكل" من قائمة تحرير.
- تنفيذ عملية نسخ محتوى الملف الثاني باختيار مطلب "نسخ" من قائمة تحرير . ثم غلق الملف الثاني ، ليظهر مباشرة محتوى الملف الأول على شاشة الحاسوب.
- تحريك النص باتجاه الأسفل من خلال المسطرة الجانبية او الضغط المتكرر على مفتاح "Page Down" للوصول إلى نهايته. ثم من النقطة التي تمثل التكامل المنطقي لمحتوى الملفين ينفذ إجراء اللصق باختيار مطلب "لصق" من قائمة تحرير. عندها يتم دمج المحتوى.
- تكرر هذه العملية مع الملفات الأخرى وحسب تسلسل محتوى الرسالة. ثم يتم ترقيم الصفحات في الملف الشامل باختيار مطلب "أرقام الصفحات" من قائمة إدراج . ويفضل اختيار موضع الرقم في الجهة اليسرى العليا من الصفحة.
يفضل إجراء هذه العملية قبل مرحلة الطباعة على ورق من أجل الحفاظ على تطابق أرقام الصفحات بين النسخة الورقية والنسخة المسجلة على قرص رقمي. مع التأكيد على ضرورة دمج الجداول والكائنات الرسومية مع متن الرسالة وفي المواضع الخاصة بها ، بغض النظر عن نوع التطبيق أو البرنامج المستخدم لإعدادها، بالاعتماد على إمكانية نقل البيانات بخاصية النسخ واللصق الموجودة في برنامج Microsoft Office . ويمكن لاحقا ولأغراض نقل المحتوى النصي للرسالة لتسجيلها على القرص الرقمي في حاسوب أخر تجزأت الملف إذا كان حجمه كبير على أكثر من قرص مرن بطريقة ، على إن يتم إعادة دمجه في ملف قبل إجراء عملية التسجيل.
ب‌. لتيسير سبل المستفيد في التنقل السريع بين فصول ومحتويات الرسالة عند استطلاعها بصيغتها الرقمية يقترح البحث بناء قائمة محتويات تشعبية(نص مترابط) من خلال ربط العنوان الموجود في قائمة المحتويات مع الصفحة التي ورد فيها . ويمكن تنفيذ هذه العملية في نظام Word بالطريقة الارتباط التشعبي التي يمكن تنفيذها بصيغة أفضل باستخدام نظام PowerPoint وبهذه الآلية سيتمكن المستفيد من الوصول الفوري إلى مقصده دون الحاجة إلى استعراض فصول الرسالة وبما يحقق سرعة كبيرة تقلص الزمن اللازم للإفادة.
3. مقترحات لأغراض الإعداد الفني.
إن طبيعية التوزيع الرقمي للرسائل الجامعية وخصوصية القرص الرقمي لا تسمح للمستفيد بالحصول على المعلومات الضرورية التي تمكنه من اتخاذ قرار بملاءمة أو عدم ملاءمة بمجرد الحصول على القرص ، وعليه يجب الأخذ بنظر الاعتبار عند الإعداد الفني للقرص هذه الخصوصية ويقترح البحث عند الإعداد الفني للقرص الرقمي ذكر :
- البيانات الببليوغرافية للرسالة . مع ذكر الجامعة والكلية والقسم الذي أنجزت فيه.
- التخصص العام والدقيق للرسالة والدرجة.
- هل تتوفر نسخة ورقية منها في نفس المكتبة أم لا.
- التوسع في عدد الواصفات.
- مستخلص وصفي للرسالة.
- النظام المستخدم في التنضيد ، ورقم إصداره.
- اسم ملف أو ملفات التخزين.
- تعليمات التشغيل.
- ذكر الرقم التسلسلي ورقم الطلب على سطح القرص وغلافه.
على إن تدرج هذه المعلومات مرفقة مع القرص بالاستفادة من وجه وظهر الغلاف الحافظ له .





المصادر
1. نبيل علي . الثقافة العربية وعصر المعلومات: رؤية لمستقبل الخطاب الثقافي العربي. سلسلة عالم المعرفة. الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2001. 574 ص
2. قنديلجي، عامر إبراهيم و إيمان فاضل السامرائي. حوسبة (أتمتة) المكتبات. عمان : دار المسيرة، 2004. 333 ص.
3. قنديلجي عامر إبراهيم. المعجم الموسوعي لتكنولوجيا المعلومات والانترنت. عمان : دار المسيرة ، 2003. 399 ص.
4. السالمي، علاء عبد الرزاق. تكنولوجيا المعلومات. ط2. عمان : دار المناهج للنشر والتوزيع،2000.
5. سيد حسب الله و احمد محمد الشامي. الموسوعة العربية لمصطلحات علوم المكتبات والمعلومات والحاسبات. مج2. القاهرة : المكتبة الأكاديمية،2001.
6. Karraker, Roger. Highways of the mind or toll roads between information castles. Literacy, Technology and society. Pp 477-487.


([1] ) نبيل علي . الثقافة العربية وعصر المعلومات. سلسلة عالم المعرفة (276) . الكويت : المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2001. ص 69.