الثلاثاء، ٥ يونيو ٢٠٠٧

MARC 21

هذه الدراسة من إعداد الدكتورة فاطمة إبراهيم - مدرس مساعد - بقسم المكتبات جامعة المنوفية

أردت أن أنقلها لمتصفحي مدونتي نظراً لأهميه الدراسة و الإستفادة الكبيرة منها و ستنشر في المدونة على عدة أجزاء نظراً لطول الدراسة التي تقدم مارك 21 بشكل كاملاً منذ النشأة حتى الآن

*************************************************

الجزءالأول


مستخلص
تبدأ الدراسة بتعريف مارك (الفهرسة المقروءة آليا)، ثم تتناول نشأته وتطوره وأهميته كشكل اتصالى معيارى على المستوى الدولى وفوائده للمكتبات، وتنتقل الدراسة إلى الجوانب الفنية لمارك مبينة أنواع صيغ نظام مارك، والمعايير وقوائم الرموز المستخدمة وصياغات مارك الببليوجرافى ومصطلحات مارك 21 والمكونات البنائية من حيث عناصر تسجيلة مارك ومكوناتها وخصائص حقولها، وتنتهى الدراسة بعرض ما دار حول تعريب مارك 21.

أولاً : نظرة عامة على مارك
المقدمة :
إنه من المستحيل فى هذه الأيام أن تقرأ مجلة مكتبية، أو أن تحضر فى أحد المؤتمرات، أو أن تقرأ محادثة غير رسمية مع أصحاب المكتبات والعاملين فيها دون أن تسمع الكلمات الآتية الصيغة MARC، تسجيلات MARC، أو متوافق مع MARC . فما هو مارك MARC ؟
إن مارك MARC هو قالب للتسجيلات الببليوجرافية التى يمكن قراءتها آلياً و من ثم تبادلها عبر الحاسبات الإلكترونية , وهو يعنى بالإنجليزية Machine
Readable Cataloging أي الفهرسة المقروءة آلياً، أو هو عبارة عن تسجيلة فهرسة يمكن قراءتها آلياً بمعنى قابلية قراءتها بالآلة,وهو يعنى أن جزءاً معيناً من الآلة ,وهو ذاكرة الحاسب سيتمكن من قراءة و تفسير البيانات الموجودة فى تسجيلة الفهرسة (1)0 و فى تعريف المنظمة الدولية للمقاييس و المعايير تعنى مارك "القالب المصمم لأغراض تبادل المعلومات " INEX) Format for Information Exchange). ويحمل المعيار رقم ISO 2709.
(1) لمحة تاريخية :
لم يكن عالم النشر وحده هو الذى واجه صعوبات مع الزيادة المفرطة فى الإنتاج الفكرى خلال الخمسينات و الستينات و السبعينات من القرن الماضى، فالمكتبات قد تأثرت أيضاً بدرجة مماثلة،كما أن المكتبيين فى مكتبة الكونجرس لاقوا صعوبات جمة عند قيامهم بإنتاج الفهرس البطاقى خلال الستينيات، مما جعلهم يبادرون إلى البحث عن أساليب جديدة لإنتاج بطاقات الفهرسة(2) ففى عام 1963 نشرت دراسة أوصت بضرورة تطبيق إجراءات الميكنة فى المكتبة وفى عمليات الفهرسة والبحث و الاسترجاع و قام مجلس مصادر المكتبة CLR بتوقيع عقد لتحويل بطاقات فهرس المكتبة إلى الشكل المقروء آلياً، بهدف إصدار قوائم ببليوجرافية مطبوعة باستخدام الحاسب الآلى، وتيسير خدمة توزيع بطاقات الفهرسة التى تقوم بها مكتبة الكونجرس(3) وعقد فى عام 1965 مؤتمر تحت رعاية مكتبة الكونجرس انتهى إلى انه يجب : -
· إتاحة تسجيلات الفهرسة المقروءة آلياً وإنتاجها وتوزيعها من خلال بطاقات مكتبة الكونجرس المطبوعة.
· أن تحتوى التسجيلة القروءة آلياً على بيانات تماثل تلك الموجودة فى البطاقات المطبوعة بجانب بعض البيانات الأخرى لإنتاج بطاقات ذات أغراض وأهداف متعددة.
· الاتفاق مع مجتمع المكتبات ككل على عناصر البيانات التى ستحتويها البطاقة(4)
· فما – 1 (MARC-1 ) :
قام ثلاثة من المكتبيين بقيادة هنريت إفرام بتحليل بيانات الفهرسة من وجهة نظر المعالجة الآلية للبيانات، وتم إصدار تقرير بذلك فى يونية 1965 (5) راجعه 150 عضواً فى مكتبة الكونجرس، وتم وضع ملاحظاتهم فى الإعتبار، وفى نوفمبر من نفس العام 1965 تم اتخاذ مكتبة الكونجرس مركزاً لإنتاج وتوزيع تسجيلات الفهرسة المقروءة آلياً.
بدأ التخطيط لهذا المشروع فى يناير 1966، حيث تم الإتفاق على تطوير الإجراءات و البرامج لتحويل وإدخال وتوزيع البيانات الخاصة بالمشروع على المكتبات المشاركة فيه، والتى بلغت وقتها حوالى 40 مكتبة من مختلف أنواع المكتبات بالولايات المتحدة وكانت المكتبات المسئولة بشكل رسمى عن المشروع 16 مكتبة وتم اختيار هذه المجموعة من المكتبات على أساس:
· نوع المكتبة (عامة – حكومية – متخصصة – جامعية –مدرسية)
· الموقع الجغرافى للمكتبة (بهدف التنويع)
· المكتبات ذات الموارد الضخمة
وفى فبراير من نفس العام تم الافتتاح الرسمى للمشروع،وظهر مارك فى ابريل 1966 وبأت إجراءات برمجته وقد استدعى ذلك تحليل النظام وتصميم البرنامج وقد تم ربط هذا المشروع فى وقتها بنوعية واحدة من الوثائق وهى (الكتب) وبدأت عملية توزيع تسجيلات (فما) فى سبتمبر 1966، وتم إرسال أول شريط ممغنط يحتوى على تسجيلات (فما) فى أكتوبر 1966، تلاه بعد ذلك بأسبوعين فقط نوفمبر1966 بدء الخدمات البريدية لتوزيع هذه التسجيلات.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تم اختبار مدى جدوى (فما – 1)، ووردت العديد من الملاحظات عنه من المكتبات المشتركة بالمشروع مما أدى إلى تطويره فيما بعد ليصبح (فما – 2) وبعد مرور سنة على التجربة أبدت كل من المكتبة الوطنية الطبية والمكتبة الزراعية الوطنية فى الولايات المتحدة رغبتها فى المساهمة فى هذا المشروع(6) 0
وقد أدت الدراسات المتلاحقة إلى تحسين فاعليته وتسميته (فما – 2) بحيث يشمل وصفاً ببليوجرافياً لكافة أشكال المواد المكتبية، وبعد إدخال التحسينات عليه اجمع مستخدموه على أنه افضل نظام موجود يمكن استخدامه للوصف الببليوجرافي لكافة أوعية المعلومات من حيث الدقة والشمول وسهولة الاستخدام فى تخزين واسترجاع المعلومات ، مما نتج عنه استخدامه فى كثير من المكتبات البريطانية، وتقوم مكتبة الكونجرس منذ ذلك الوقت بإنتاج الأشرطة الممغنطة بموجب هذا النظام التى توزعها على المكتبات المشاركة أسبوعيا(7) 0
· فما – 2 (MARC-2 ) :
كانت الفلسفة التى تقف خلف بناء (فما -2) هى تصميم هيكل متكامل على وسيط مقروء آلياً، يكون قادراً على أن يحتوى كل البيانات الببليوجرافية لكل أشكال أوعية المعلومات ، كما كان الاتجاه هو أعداد تسجيلة ببليوجرافية ذات أغراض متعددة. ونتيجة للملاحظات و التعليقات الكثيرة التى قدمها عدد كبير من المكتبيين ومسئولى النظم على (فما- 1)، عقد فى ديسمبر 1967 مؤتمر لمناقشة مشروع شكل (فما -2) MARC II،وانتهى العمل رسمياً فيه فى يونية 1968،ومن يولية 1968 حتى مارس 1969 قامت مكتبة الكونجرس بتجريب الشكل الجديد،وصدر أول دليل له بعنوان : (شكل فما : A MARC format)، ثم تلاه الدليل الإرشادى للنظام بعنوان (الدليل الإرشادى لفما : MARC Manual).
ومنذ المرحلة الأولى للعمل أدرك القائمون على شكل 0فما) أنه سيحتاج إلى التعديل و التحديث المستمر، وبالتالى اتجة العمل فبه إلى استخدام نظام متعدد الاستخدام عرف باسم Multiple Use of MARC – MUMS، وذلك لتوفير صيغة على الخط المباشر on line لإعادة تصميم وتطوير وصيانة (فما).
وفى عام 1971اصبح شكل (فما) معياراً وطنياً للولايات المتحدة، حيث تم تسجيله فى المعهد القومى الأمريكى للمعايير ANSI بعنوان American National Standard Code for Information Interchange تحت رقم Z39.2/1971، ثم أصبح معياراً عالمياً تم تسجيله بالمنظمة العالمية للمعايير ISO تحت رقم (ISO 2709/1973) ثم صدرت طبعته الثانية تحت رقم ISO 2709/1981))(8) 0
وفى مقابل نظام مارك الأمريكى ظهرت تركيبات و صيغ أخرى فى مكتبات بلاد أخرى , وكانت البداية من المكتبة الوطنية البريطانية، حيث تم تطوير نظام مارك الأمريكى بما يتلاءم مع احتياجات الإنتاج الفكرى البريطانى. و أصدرت المكتبة الوطنية البريطانية تركيبة صيغة جديدة عرفت باسم UKMARC، كما أن هناك مارك الكندى MARC CAN-، ومارك الأسترالى AUS- MARC و من ثم قامت مكتبة الكونجرس بتغيير مسمى صيغة مارك الخاصة بها إلى USMARC.
كما ابتكرت كل دولة من الدول المتقدمة، صيغة مارك أو ما يشبه صيغة مارك خاصة بها و تلبى احتياجاتها من فهرسة الإنتاج الفكرى، كما نجد أن الاتحاد الدولى لجمعيات المكتبات IFLA قد قام بإصدار ما يعرف بصيغة مارك العالمى أو الموحد UNIMARC، بحيث يمكن لكل دولة أن تطور برمجيات لترجمة صيغ مارك الوطنية الخاصة بها، أو الصيغ المشابهة بمارك إلى صيغة نظام مارك العالمى لأغراض التوزيع.
و فى عام 1998 تم التنسيق بين مكتبة الكونجرس و المكتبة الوطنية الكندية فى توحيد صيغ مارك الأمريكى مع صيغة مارك الكندى، للوفاء بالاحتياجات الجديدة التى ظهرت فى مجال الفهرسة. و اتفقت المكتبتان على إصدار صيغة جديدة من نظام مارك تسمى مارك 21 لتناسب احتياجات القرن الحادى والعشرين.و يعتمد مارك 21 على المواصفة الأمريكية Z39.2 الخاصة بتبادل البيانات الببليوجرافية، وأيضاً يعتمد على المعيار الدولى الصادر عن الأيزو ISO 2709 و الخاص بتبادل البيانات.
و من خلال هذا العرض لتطور مارك و ما وصل إليه الآن لأدركنا أهمية الجهود التى يمكن أن تبذل فى سبيل إنجاز هذا النوع من المشاريع و التى يجب أن تتوفر نماذج مماثلة فى العالم العربى
.

ليست هناك تعليقات: