الاثنين، ٢٩ يناير ٢٠٠٧

العلاج بالقراءة

العلاج بالقراءة أو الببليوثيرابيا Bibliotherapyتعريف العلاج بالقراءة
هو استخدام مواد قرائية مختارة كمواد علاجية في الطب البدني والطب النفسي وكذلك في التوجيه إلى حل المشاكل الشخصية من خلال القراءة الرشيدة . أما كلمة Bibliotherapy بالانجليزية كمقابل للعلاج بالقراءة أو بالكتاب حيث يتركب المصطلح من كلمتين الأولي biblion ومعناها كتاب والثانية Theropeia ومعناها العلاج وهو مصطلح كان كروذرز Samuel Crothers قد صاغه في عام 1916م واستخدامه في مقال نشر له في مجلة Atlantic Monthely ووصف فيها العلاج بوصفات من الكتب التي يتم ترشيحها للمرضى ممن يحتاجون لفهم وإدراك طبيعة المشكلات التي يعانون منها وأطلق على تلك الطريقة اسم العلاج بالقراءة أو Bibliotherapy . لمحات من تاريخ العلاج بالقراءة 1. " هنا علاج الروح " هنا بيت علاج النفس " كلمات كانت تكتب على جدران المكتبات المصرية القديمة مثل : مكتبة معبد رمسيس ، ومكتبة معبد إدفو ، مكتبة معبد دندرة ثم ينتقل هذا الشعار إلى البابليين والآشوريين . ثم إلى الرومان واليونان في دلالة واضحة على أن الكتاب يمكن أن يستخدم في علاج الروح إذا سقمت و النفس إذا اعتلت .2. عرف العرب طول تاريخهم بالبيان وبرعوا في نظم الشعر فكان سجلاً لأيامهم وتاريخهم حتى كانت روائعه تعلق على الكعبة في الجاهلية والشعر أحد المواد الأدبية المستخدمة في العلاج بالقراءة بكثافة على المستويات العالمية . ولما كانت كلمة اقرأ هي أول كلمة أوحي بها إلى الرسول الهدى تأمر بالقراءة فقد عنيت مؤسسات دولة الإسلام بالقراءة والتعليم وإنشاء المكتبات فكانت سباقة في هذا المضمار بل أن العلاج بقراءة آيات الذكر الحكيم قد استخدم في مستشفى المنصور الذي بنى بالقاهرة في القرن الثالث عشر وقدمت فيه خدمات تلاوة القرآن للمرضى بالليل والنهار إلى جانب العناية الطبية والجراحية تصديقاً لقول المولى عز وجل : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظالمين إلا خسارا) الاسراء آية : 82. 3. يعود تاريخ تقديم خدمات العلاج بالقراءة والكتاب في المستشفيات الغربية في نهاية القرن الثامن عشر مورس العلاج بالقراءة وإن كان لم يعرف بهذا الاسم حيث قام بعض باستخدام القراءة لعلاج المجانين والمخبولين وقد اشتهر بنيامين روش بأنه أول من أوحي بالقراءة في علاج المرضى وكان ذلك عام 1802م ولقد ارتبط العلاج بالقراءة منذ مطلع القرن التاسع عشر بتطور الخدمات المكتبية في المستشفيات خاصة مستشفيات الأمراض العقلية في الولايات المتحدة وخلال الحرب العالمية الأولى لقيت عمليات العلاج بالقراءة وقعة قوية ممارسة وتنظيراً فقد قام المكتبيون والأشخاص العاديون وعلى رأسهم الصليب الأحمر واتحاد المكتبات الأمريكية ببناء المكتبات وتجهيزها بالمجموعات في المستشفيات العسكرية . برزت كاتلين جونز في سنة 1904م كأول أمينة مكتبة تقوم ببرامج ناجحة للعلاج بالقراءة في مكتبات مستشفى ماكلين في ويفرلي في ماسا شوستس ، ولما كانت كاتلين جونز هي أول أمينة مكتبة مؤهلة ومدربة تقوم باستخدام الكتب في علاج المرضى عقلياً فقد كانت أول من فتح الباب لجعل الببليوثيرابيا فرعاً من فروع علم المكتبات والاعترافات به ورغم توقف برنامج العلاج بالقراءة بعد ازدهار كبير في تلك المستشفى بسبب نقص المال وانتهاء عمل الأمينة الفذة في ذلك البرنامج إلا أنه يعتبر حلقة هامة في تاريخ العلاج بالقراءة . أهداف العلاج بالقراءة 1. لتعرف على طبيعة ومصداقية المشاعر الشخصية . 2. زيادة مساحة ومدى الاهتمامات الشخصية . 3. زيادة الحس بحاجات الآخرين والمجتمع . 4. إدراك أن هناك بدائل وأكثر من حل واحد لمعظم المشكلات . 5. التعرف على المشكلات الحياتية التي يواجهها الآخرون للتعلم منها و اكتساب الخبرات الجديدة ومهارات الوصول للحلول المناسبة . 6. تنمية وتطوير الشخصية والتعرف على القدرات لدى الأطفال والناشئة . 7. تنمية الفهم والوعي بالدوافع وراء السلوكيات . 8. تنمية التقييم الذاتي الأمين لدى الفرد . 9. تخفيف الضغوط النفسية والذهنية . 10. التوعية مجالات مشابهة تعاني من الظروف والمشكلات نفسها التي عانى منها المتلقي . 11. إتاحة الفرصة كمناقشة أو وضع معين بحرية . 12. تقديم الدعم في التخطيط الإيجابي لمواجهة المشكلات مواجهة العقبات والصعوبات . أهمية العلاج بالقراءة . تجدد الاهتمام في العقدين الأخيرين على نطاق واسع بالعلاج بالقراءة أو بالكتاب كدور مهم للمكتبي واختصاصي المعلومات حيث تستخدم القراءة الموجهة في مقاصد تعليمية وإرشادية توجيهية للعلاج والتطوير وتنمية قدرات الطلاب الفائقين من قبل أمناء المكتبات بمفردهم أو بالتعاون مع المعلمين أو المعالجين النفسيين والأطباء بالإضافة للاستخدام الذاتي من قبل الأفراد لبعض الكتب و المصادر الإرشادية والمبرمجة لعلاج بعض المشكلات والتطوير الذاتي في مختلف المجالات وقد استخدم هذا النوع من العلاج على مستويات متعددة للكبار والصغار لأغراض تصحيح السلوك والتعليم وتطوير الذات في مختلف المجالات بالإضافة لاستخدام في علاج المشكلات المرضية . متطلبات العلاج بالقراءة 1. عناصر بشرية تدخل فيه على النحو الآتي مريض ـ عضو أو أعضاء من الهيئة الطبية أي مهنة الطب ( طبيب ـ ممرضة ) ـ أمين المكتبة . 2. تحليل دقيق لحالة المريض ثم التحليل لاحتياجاته من حانب الهيئة الطبية . 3. روشتة قراءة من جانب الهيئة الطبية . 4. مجموعة كافية ومتنوعة من الكتب والدوريات وغير ذلك من المواد المكتبية المستحدثة موجود في المكتبة . 5. وضع تقارير دقيقة كم جانب أمين المكتبة يرفعها إلى الطبيب عن الحالة ثم يستطيع الطبيب استخدام القراءة في برنامج العلاج . 6. إنشاء علاقة وثيقة بين أمين المكتبة والمريض حتى يثق المريض في أمين المكتبة ويقبل على استخدام الكتب في المكتبة . 7. كتابة تقارير دورية عن استجابة المريض وردود أفعاله يكتبها أمين المكتبة ويسلمهما للهيئة الطبية أولاً بأول . ويقسم الدكتور شعبان خليفة الأمراض التي تصيب الإنسان إلى أربع فئات في مقابل أربعة أنواع من العلاج فهناك المرض البدني الذي يعالج بالعقاقير و الجراحة فقط وهناك المرض الروحي البحث الذي يعالج كلية بالقراءة ، وهناك المرض النفسبدني الذي يعالج بالقراءة والعقاقير معاً وهناك المرض وهناك المرض البدني النفسي الذي يعالج بالعقاقير والقراءة معاً . أقسام الببليوثيرابيا • الببليوثيرابيا المؤسسي • الببليوثيرابيا الإكلينيكي . • الببليوثيرابيا العام ( التنموي ) أنواع العلاج بالقراءة العلاج الموجه : و العلاج الذي يشارك فيه شخص مهني متخصص مع القارئ أو المستمع للقراءة سواء باختيار مادة القراءة ومناقشتها مع القارئ بعد القراءة أحياناً . أو بالقراءة المباشرة للمستمع . العلاج الذاتي : يقوم بمعالجة نفسه ذاتياً مستعيناً ببرامج وكتب إرشادية ومواد مبرمجة لتحقيق غايات محددة وحل المشكلات بأنواعها سواء أكانت مشكلات نفسية أم تعليمية أم غيرها أو استخدام لتطوير الذات في مجالات مختلفة . أنواع الإنتاج الفكري المستخدمة في العلاج بالقراءة يقول د شعبان خليفة من الناحية النظرية البحتةيمكن القول بأن أي إنتاج فكري مهما كان موضوعه يمكن استخدامه بطريقة أو بأخرى في العلاج بالقراءة حتى الإنتاج الفكري في مجالات بعيدة تماماً مثل الكيمياء والفلك والرياضيات إلا أنه من الناحية العملية تبرز فئات معينة من الإنتاج الفكري التي تستخدم بفاعلية ونجاح في العلاج بالقراءة ويعدد الدكتور خليفة اثنى عشر نوعاً من المواد القرائية . 1. الكتب السماوية المقدسة وعلى رأسها القرآن الكريم لقوله تعالى } قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لايؤمنون في آذانهم وقر وهم عليهم عمى { . جدير بالذكر أنه قد أجريت تجارب للعلاج بالقرآن الكريم في ولاية فلوريدا على خمسة من المتطوعين الأصحاء من غير المسلمين ووجد أنه في 97% من تلك الجلسات كان لتلاوة القرآن الكريم أثرها على تهدئة الجهاز العصبي لديهم ووجود تغيرات فسيولوجية . لديهم تدل على تخفيف حدة التوتر رغم أنهم من غير الناطقين بالعربية . 2. الأحاديث النبوية الشريفة ( انظر كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن قيم الجوزية ) . 3. القصص القصيرة خاصة 4. قصص الخيال العلمي 5. القصص الخفيف والخرافي ومقالات المجلات والجرائد 6. القصص العام 7. الشعر 8. التراجم وسير الأنبياء 9. كتب الإرشاد الذاتي 10. كتب آداب السلوك 11. كتب الروح 12. الأفلام وما في حكمها . وأعطى أ . د يوسف عبد المعطي التوصيات التالية قد تسهم في تفعيل هذا النوع من الممارسات المهنية التي تضيف الكثير لآفاق الممارسات المهنية وفرصها في مجال علوم المكتبات والمعلومات . 1. حث المتخصصين في علوم المكتبات والمعلومات وعلم النفس والتربية على البحث والنشر والتجريب في هذا المجال الحيوي . 2. إدخال العلاج بالقراءة ضمن المقررات والبرامج الأكاديمية والتدريبية لإعداد المكتبيين العرب وتدريبهم على ممارسته ضمن البرامج العملية للتدريب الميداني اللازمة للتخرج والحصول على الدرجة العلمية . 3. حث المتخصصين والعاملين بالمكتبات ومراكز المعلومات على ممارسته 4. إدخال هذا الموضوع ضمن محاور المؤتمرات والندوات واللقاءات المهنية المتخصصة التي يتم عقدها للمتخصصين العرب في مجال المكتبات والمعلومات . المصادر التي تم تجميع منها هذا الموضوع انظر المزيد في المواقع التالية :ـالمواقع : 1. www.islam-online.net2. www.arabcin.net3. www.aawsat.com4. www.bafree.net
منقول من منتديات اليسير